قمة أسبوعية جديدة يحققها السوق هذا الأسبوع

03/05/2015 0
عبدالله الجبلي

تمكن سوق الأسهم السعودية من تحقيق مكاسب سوقية للأسبوع الرابع على التوالي وذلك بعد أن أغلق على مستوى 9،834 نقطة ليسجل بذلك أرباحاً أسبوعية بلغت حوالي 220 نقطة أي بنسبة 2.2%، وهذا الصعود المتتالي يعكس حالة التفاؤل السائدة بين المتداولين والتي جعلت زخم السيولة لا يزال قوياً رغم الصعود المستمر والذي بلغت أرباحه خلال أربعة أسابيع ما يربو على 1،300 نقطة وهذه المؤشرات تدل إلى أن المسار الصاعد للسوق مازال مستمراً وأن المؤشر العام بصدد تسجيل قمة جديدة هذا الأسبوع قد نرى من خلالها مستوى 10،000 نقطة والذي لم يظهر على الشاشة منذ حوالي 6 أشهر.

أما من حيث السيولة فقد بلغت خلال الأسبوع المنصرم نحو 54.5 مليار ريال أي أقل بحوالي 1.6 مليار ريال مقارنةً بالأسبوع الذي قبله، ورغم ذلك التراجع الطفيف إلا أن الزخم الشرائي مازال مرتفعاً حتى اللحظة لكن استمرار الانخفاض خلال هذا الأسبوع أيضاً قد يدق ناقوس الخطر بأن الاتجاه الصاعد الحالي على وشك الانتهاء خاصةً إذا كانت هناك أخبار سلبية قد تضغط على أداء السوق خلال الأيام القليلة القادمة، وفي رأيي أن تلك الأخبار السلبية المتوقعة قد يكون مصدرها من الخارج حيث إن الأسواق الأوروبية والأمريكية بدأت مؤشرات الضعف تظهر على أدائها مما يوحي بأن هناك حركة تصحيحية على تلك الأسواق تلوح في الأفق خلال الفترة القادمة بعد أن حققت ارتفاعات قياسية خلال عام مضى.

أهم الأحداث العالمية

بعد ثباته للأسبوع الثاني على التوالي فوق دعم 64 دولارا بات من المؤكد أن يواصل خام برنت مسلسل ارتفاعاته لهذا الأسبوع أيضاً ليستهدف مقاومة 73.50 دولار للبرميل في حال خلت الساحة الدولية من أية أخبار قد تُفشل هذا السيناريو المحتمل، لكن في حال فشل الخام في الحفاظ على دعمه المذكور آنفاً فإن فقدان مستويات 60 دولارا ستكون أمراً حتمياً حينها ولكني شخصياً لا أرى أية بوادر لوقوع مثل هذه الفرضيّة.

أما خام وست تكساس فقد تمكن هو الآخر من الثبات فوق دعم 56 دولارا للبرميل وهو أهم دعم له خلال الفترة الحالية لثلاثة أسابيع متوالية وذلك بفعل خروج توقعات بعض المحللين على الإعلام والتي تفيد باحتمال تباطؤ إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية من الخام، لكن حتى يواصل وست تكساس ارتفاعاته فإنه من الضروري اختراق مقاومة 60 دولارا وحينها سيتم ملامسة مستوى 68 دولارا للبرميل وهي أقوى عقبة للخام خلال تداولات الفترة المقبلة.

من جهة أخرى أجد أن أسعار الذهب أغلقت نهاية الأسبوع على تراجعات طفيفة بلغت 5 دولارات فقط رغم أن أرباحها بلغت 35 دولارا لكن موجة التراجعات التي اجتاحت الأسعار نهاية الأسبوع الماضي أفقدت المعدن الثمين جميع أرباحه، لكن من الناحية الفنية ما يهمني هو المحافظة على دعم 1،150 دولار للأوقية لأن فقدان ذلك المستوى يعني أن أسعار الذهب ستشهد تراجعات قوية خلال الأيام المقبلة سيفقد معها مستويات 1،000 دولار والتي حافظ عليها لأكثر من 5 أعوام.

أهم الأحداث المحلية

أعلنت هيئة السوق المالية أنه سوف يتم اليوم الأحد إدراج أسهم شركة الشرق الاوسط لصناعة وانتاج الورق «ميبكو» ضمن قطاع الاستثمار الصناعي.

كما تم الانتهاء يوم الثلاثاء الماضي الاكتتاب في 30% من أسهم الشركة السعودية للعدد و الأدوات «ساكو» وقد تمت تغطية الاكتتاب بحوالي 569% كما كان متوقعاً.

وعمليات الاكتتاب المتوالية في السوق تأتي في سياق سعي هيئة السوق إلى تعميق سوق الأسهم السعودي بهدف تنويع الشركات وتوزيع السيولة حتى لا تتركز في بضع شركات مما يتسبب في تضخم في الأسعار كما كان يحصل سابقاً.

أيضاً أوضحت هيئة السوق أن أرباحها للعام 2014م قد ارتفعت بنسبة 41% وذلك بعد أن بلغت إيراداتها حوالي 487 مليون ريال مقارنةً بإيرادات العام 2013م والبالغة نحو 346 مليون ريال. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده الأستاذ/ خالد الربيعة رئيس مجلس إدارة شركة «تداول» والذي بيّن خلاله أيضاً استعداد السوق لإدراج القطاع الرياضي وذلك ضمن خطة خصخصة الأندية الرياضية.

التحليل الفني

من خلال النظر إلى الرسم البياني لسوق الأسهم السعودية أجد أن قوة المسار الصاعد منذ اختراق مقاومة 9،400 نقطة - والتي كانت تشكّل حجر الزاوية في تداولات بداية الشهر الماضي - لا تزال محافظة على نفس الرتم حتى الأسبوع الماضي مما يرفع من احتمالية تسجيل قمة جديدة هذا الأسبوع، لكن من المهم أن أنوّه على أن مقاومة 10،000 نقطة ليست مقاومة عادية بل هي عقبة فنية ونفسية في نفس الوقت لذا لابد من المتداول الكريم أن يضع ذلك الأمر نصب عينيه وأن لا يغريه الصعود المتواصل للسوق بهذا الشكل.

لكن عند ثبات السوق فوق مستوى 10،000 نقطة كإغلاق أسبوعي فذلك يعني أن المؤشر قد تمكن من اختراق تلك النقطة وأنه بصدد التوجه لمنطقة بين 10،300 - 10،500 نقطة لكن يبدو لي أن هذا السيناريو يحتاج لمحفز قوي يساعد السوق على الاستمرار في الصعود حتى تلك المناطق وربما يكون المحفز هو استمرار أسعار خام برنت في الصعود لما فوق مستوى 70$.

وإشارة السلبية في السوق تكمن في أمرين: الأول، الفشل في الثبات فوق مستوى 10،000 نقطة، والثاني، هو كسر أهم دعم للسوق خلال هذه الفترة وهو 9،750 نقطة، ولو حدثت تلك الفرضيّة فهذا يعني أن السوق قد أعلن بشكل رسمي انتهاء مسار الصاعد وبداية الموجة التصحيحية والتي قد تمتد حتى مشارف 9،000 نقطة.

أما من حيث القطاعات فأجد أن قطاع المصارف والخدمات المالية رغم المكاسب التي حققها خلال الأسبوع الماضي إلا أن آثار الضعف بدأت تظهر على مساره الصاعد الحالي وهذا قد ينذر بانتهاء ذلك المسار لذلك فالأمر مرهون بالبقاء فوق دعم 21،700 نقطة، فكسر ذلك الأخير يعني أن المسار الصاعد للقطاع قد انتهى وهذا بلاشك قد يضغط بشكل ملحوظ على السوق بشكل عام، أما لو ظل القطاع فوق ذلك الدعم فذلك يوحي بأن القطاع بصدد ملامسة مقاومة 23،000 نقطة وهذا الأمر لو حدث فسيكون في وجهة نظري بدعم رئيس من سهم مصرف الراجحي والذي لم يتحرك كثيراً خلال الأيام الماضية.

أما قطاع الصناعات البتروكيماوية فقد أدى أداءً عالياً خلال الأسبوع الماضي ومن المرجح أن يستمر ذلك الأداء الإيجابي خلال هذا الأسبوع أيضاً حتى لو حدث بعض التراجع الطفيف بداية الأسبوع لكن بشرط عدم كسر دعم 6،750 نقطة والتي هي أهم داعم للقطاع خلال هذه الفترة والتي باحترامها يواصل القطاع صعودا ليتجاوز مستويات 7،500 نقطة وهذا سيجعل الشركات القيادية في القطاع تتحرك بشكل إيجابي خلال هذا الأسبوع وستكون رافداً جيداً للسوق خلال تداول بداية الشهر الحالي.

أما من حيث القطاعات الإيجابية لهذا الأسبوع فهي قطاعات الاتصالات والتأمين والاستثمار المتعدد والاستثمار الصناعي والتشييد والبناء.

في المقابل أجد أن القطاعات المتوقع أن يكون أداؤها سلبياً لهذا الأسبوع فهي قطاعات الاسمنت والتجزئة والطاقة والزراعة والتطوير العقاري والنقل والاعلام والفنادق والسياحة.

«كيان» يحقق 65 % خلال شهرين و 14 هي العقبة

تأسست الشركة عام 2007م برأس مال قدره 15 مليار ريال، وقد بدأت الشركة مزاولة نشاطها التجاري في العام 2011م، ويعتبر مجمع شركة كيان السعودية للبتروكيماويات من أكبر المجمعات في العالم، ويقع في مدينة الجبيل الصناعية.

ويتمثل نشاط الشركة في المقام الأول في تشييد وإدارة وتشغيل مجمع صناعي عملاق، وهو يعد أكبر مشروع صناعي في العالم يشيد دفعة واحدة، يقع في مدينة الجبيل الصناعية لإنتاج العديد من المنتجات البتروكيماوية، من ضمنها: الإثيلين، البروبيلين، البولي بروبيلين ، البولي إثيلين عالي ومنخفض الكثافة. وينتج مجمع الشركة مواد كيماوية متخصصة تنتج لأول مرة على مستوى صناعة البتروكيماويات في المملكة مثل أمينات الإيثانول، الإيثوكسيليت، الكيومين، وهذه المنتجات بطبيعتها سوف تهيئ آفاقاً واسعةً أمام صناعات تحويلية في المملكة ذات قيمة مضافة عالية.

التحليل الفني

في منتصف شهر ديسمبر الماضي، تمكن السهم من الارتداد من نفس قاع عام 2009م عند مستوى 8.65 ريال وهذا الارتداد دفع السهم لتحقيق مكاسب سوقية تخطت حاجز 65% خلال شهرين فقط، لكنه اصطدم بحاجز 14 ريالا والتي ولا يبقى أمامه سوى تخطيها خلال هذا العام، حتى يواصل السهم مساره الصاعد الحالي، لتحقيق مكاسب سوقية حتى المقاومة التالية عند منطقة 19 ريالا.

لكن من المهم التنويه بأنه على المدى القصير لابد من المحافظة على مستوى 10 ريالات لأن فقدان هذا المستوى سيطيل من أمد التصحيح، وسيجعل الوصول لمنطقة 14 ريالا تأخذ وقتاً أطول من المتوقع والتي تمتد لحوالي 9 أشهر من الآن، لذلك فمراقبة تحركات السهم وأخباره أمر ضروري حتى إعلانات النصف الأول من هذا العام على الأقل.







نقلا عن اليوم