هل القيمة الحالية لسهم سابك عادلة؟

07/04/2015 19
د. سليمان الخطاف

تعتبر باسف وداو كميكال وسابك ضمن اكبر خمس شركات كيميائية بالعالم بحسب كل المصادر المختلفة. ولقد حققت هذه الشركات الثلاث بنهاية عام 2014م الارباح التالية: 6.2 مليار دولار لسابك و3.5 مليار دولار لداو وحوالي 5.1 مليار يورو لباسف.

والجدير بالذكر انه في عام 1995م تربعت باسف عملاق الصناعة الكيميائية الالمانية على صدارة صناعة الكيماويات بالعالم حيث وصلت قيمة مبيعاتها انذاك حوالي 22 مليار دولار واستمرت كذلك الى نهاية عام 2000م بمبيعات تقدر بحوالي 30.8 مليار دولار.

ومنذ عام 2001م وحتى عام 2005م تصدرت داو كيميكال ترتيب الصناعات الكيماوية بالعالم متخطية باسف. ولكن بنهاية عام 2006م وحتى الان انفردت باسف بصدارة الصناعات الكيماوية العالمية حيث وصلت قيمة مبيعاتها في عام 2014م حوالي 88 مليار دولار مقابل 58 مليار دولار لداو وحوالي 50 مليار دولار لسابك.

وتفوقت مبيعات باسف على كل الشركات الكيماوية بالعالم و بحوالي 10 مليارات دولار عن اقرب منافس لها ( سينوبك الصينية) في عام 2014م. ولذلك فان كثيراً من المحللين يتوقعون ان تبقى باسف اكبر شركة كيماوية في العالم ولاعوام كثيرة قادمة بدون منافسة قوية من احد بسبب ادائها المتميز ونجاحها في تطبيق منهج التكامل بين منتجاتها وامتلاكها التقنية وتطويرها المستمر.

وفي العام 2013م جاءت شركة سينوبك الصينية ثانياً بقيمة مبيعات عند 60.8 مليار دولار ثم داو كميكال بحوالي 57 مليار دولار وحلت سابك في المرتبة الرابعة وقد قدرت مبيعاتها الكيميائية في ذلك العام بحوالي 43.4 مليار دولار. والجدير بالذكر ان سابك كانت تحتل في عام 2012م المرتبة الخامسة بعد شِل الا انها تفوقت على شركة شل في عام 2013م.

وتجدر الاشارة الى انه قبل عشرين عاماً لم تكن سابك ولا سينوبك ضمن اكبر خمس شركات عالمية وكانت باسف ودوبونت وباير وميتسوبيشى وهوكست الالمانية هم الاكبر.

وحالياً تغيرت الصورة كثيراً حيث خرجت باير ودوبونت وميتسوبيشي من قائمة اكبر خمس شركات كيماوية بالعالم وتفككت هوكست الى شركتي أفنتيس وسيلانيز.

وظهرت قوى جديدة في عالم الكيماويات تتمثل بسابك وسينوبك الصينية. واما في قارة امريكا الشمالية فيمكن القول ان طفرة الغاز الصخري هنالك قد انقذت داو كيميكال من الخروج من نادي الكبار، حيث ارتفعت ارباحها مؤخراً بفضل رخص اللقيم بامريكا بشكل كبير ولافت للنظر.

ويجب ملاحظة ان طفرة السوائل الصخرية قد ادخلت شركة ليونيديل باسل التي كانت على وشك الافلاس الى نادي العشرة الكبار.

الاكيد ان وجود اللقيم في مكان ما باسعار وبكميات تجارية من شأنه ان يساعد الشركات الكيميائية على التوسع والازدهار وخير مثال على ذلك ما فعله اللقيم الصخري في امريكا الشمالية من اعادة الروح الى الصناعات البتروكيماوية في تلك القارة.

وهذا يذكرنا بتأثير انتاج الغازات المصاحبة للبترول في منطقة الخليج العربي في انطلاق الصناعات البتروكيماوية وتسيدها لكثير من منتجات البلاستيك بسبب منافستها العالية للمنتوجات القادمة من اوروبا واسيا.

ولكن وبكل تأكيد يبقى التفوق والتوسع في انتاج مواد جديدة ومتطورة ذات مواصفات وتركيبات جديدة هو الطريق الى النجاح في الصناعات البتروكيماوية.

ويجب ان نتذكر ان الامعان في التركيز على انتاج الكيماويات الاساسية وبيعها للخارج من دون الاستفادة من القيمة المضافة من تصنيعها الى مواد متخصصة لن يخدم الشركات على المدى البعيد.

ومن اجل الدخول وبقوة الى تصنيع المواد المتخصصة والمبتكرة لا بد من الاستثمار في البحث والتطوير او عمل شراكات استراتيجية مع شركات تمتلك تقنيات جديدة او الاستحواذ على الشركات التي تضيف قيمة لشركاتنا الخليجية حتى نخرج من انتاج المواد الاساسية الى المواد الاكثر تعقيداً وتخصصاً.

ويجب ان نعي ان انتاج المواد البتروكيماوية الاساسية من بلاستيك وميثانول واسمدة لن يعطي الشركات مناعة على المدى البعيد لسهولة المنافسة مع باقي شركات العالم في هذا المجال.

وفي الختام ما يثير الدهشة عند مقارنة أداء سهم سابك مع كل من باسف وداو كميكال هو الفارق الكبير الحالي لأسعار اسهمهم. فمثلاً يبلغ سعر سهم باسف حالياً حوالي 100 دولار وسهم داو 48 دولارا وسابك 22 دولارا. ولقد وزعت سابك ارباحاً نقدية عن عام 2014م بحوالي 1.5 دولار للسهم مقابل 3 دولارات لباسف وحوالي 1.5 دولار لداو كميكال.

ومن غير المفهوم ان يكون سعر سهم سابك اقل من نصف سعر سهم داو وهي توزع نفس الارباح وتشاركها في معظم المنتجات.

سابك شركة قوية ومن اكبر منتجي الايثيلين والميثانول واليوريا في العالم وكان لها اداء اكثر من رائع في الاعوام الثلاثة الماضية وتملك منتجات متنوعة وتتمتع بدعم قوي من الدولة التي تملك 70% منها.

ولقد قاربت ارباحها في عام 2011م الى 8 مليارات دولار واستطاعت ان تصمد بوجه الازمات الاقتصادية المختلفة التي اصابت العالم.

وللمقارنة يبدو ان شركات سابك الاخرى مثل ينساب وسافكو تواجه نفس المشكلة بتدني اسعار اسهمها. فلو قارنا السعر الحالي لسهم ينساب (حوالي 12 دولارا) والتي وزعت حوالي 0.8 دولار لكل سهم في العام الماضي وسعر سهم سافكو (40 دولارا) والتي وزعت حوالي 2 دولار، لاصابتنا الدهشة والقناعة بان أسهم شركاتنا البتروكيماوية لم يتم تقييمها بالاسعار العادلة.

والسؤال الاخير هل وجود هذه الاسعار المنخفضة والتوزيعات المالية العالية مقارنة بمثيلاتها في العالم يعد فرصة لدخول المستثمر الاجنبي الذي طال انتظاره.

نقلا عن اليوم