«عاصفة الحزم» و أهميتها الاقتصادية

30/03/2015 7
محمد العمران

في أي سوق مالية في العالم، هناك علاقة عكسية بين المخاطر الجيوسياسية التي تؤثر في السوق المالية والعائد الاستثماري المتوقع وهذه العلاقة من أساسيات علم الاستثمار، حيث كلما زادت المخاطر الجيوسياسية قل العائد الاستثماري المتوقع و كلما قلت المخاطر الجيوسياسية زاد العائد الاستثماري المتوقع، و من هنا تأتي أهمية وجود استقرار سياسي يساهم مباشرة في خلق بيئة ملائمة تشجع على الاستثمار و جذب رؤوس الأموال التي تبحث دائماً عن عائد استثماري متوقع يفوق المخاطر المتوقعة بما في ذلك المخاطر الجيوسياسية.

مع بداية الربيع العربي عام 2011م في عدة دول عربية مثل تونس و مصر و سوريا و ليبيا و اليمن، لا شك أن المخاطر الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط ككل ارتفعت بشكل واضح و هذا بدوره حد كثيراً من العائد الاستثماري الذي كان بالإمكان أن يسجل ارتفاعات أكبر مما هي عليه خصوصاً في دول عربية بعيدة نوعاً ما عن مناطق النزاعات، و حينها كان التساؤل مطروحاً من البعض:

لماذا لم تحقق بعض أسواق المنطقة مكاسب تتماشى مع المكاسب المحققة في بعض أسواق الدول المتقدمة في ظل جاذبيتها الاستثمارية و تزايد أحجام السيولة؟ والإجابة ببساطة هي بسبب تزايد المخاطر الجيوسياسية.

بالنسبة للمملكة، لقد كان الانتقال السلس للسلطة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان (حفظه الله و رعاه) مؤخراً رسالة قوية لكل من شكك في وحدة الأسرة المالكة الكريمة وصلابة الاستقرار السياسي داخلياً، إلا أن المخاطر الجيوسياسية الخارجية والناتجة من اليمن (بعد تحالف إيران وجماعة الحوثي والرئيس المخلوع ومجموعة من عناصر الجيش النظامي) كانت تتزايد تدريجياً حتى أصبحت تشكل خطراً حقيقياً ليس على إقتصاد المملكة فحسب بل على إقتصاد المنطقة ككل، ومن هنا تأتي أهمية التحرك سريعاً لمواجهة هذا الخطر و إلا فإن الأمور ستتجه نحو التعقيد يوماً بعد يوم.

يجب أن نعترف جميعاً أن «عاصفة الحزم» كانت هي الخيار الوحيد أمام المملكة ودول المنطقة في سبيل تخفيض المخاطر الجيوسياسية سياسياً واقتصادياً مهما كانت النتائج و مهما بلغت التكاليف و مهما احتجنا من الوقت، وحتى أكون أكثر وضوحاً فلن يكون هناك استثمار في الأسواق المالية للمنطقة وللسوق المالية السعودية (بالمعنى المتعارف عليه لكلمة استثمار) إذا لم يتم استئصال تحالف الشر الموجود حالياً في اليمن الذي يزداد نفوذه يوماً بعد يوم، وختاماً لا أخفيكم تفاؤلي بأن «عاصفة الحزم» ربما تكون بإذن الله هي المفتاح السحري لحل أهم المشاكل السياسية و الاقتصادية في المنطقة ككل و ما ذلك على الله بعزيز.

نقلا عن الجزيرة