الإسراف إيدز المجتمع

20/03/2015 5
عبدالله الجعيثن

يندر في كل مجتمعات الأرض أن نجد إسرافاً مخيفاً كما هو في مجتمعات دول مجلس التعاون، وإذا تحدثنا عن مجتمعنا السعودي خاصة وجدنا الإسراف ظاهرة شاهرة تبدو شواهدها الشوهاء في هدر الماء والكهرباء والبنزين والمال بشكل عام..

والإسراف هنا وليد الترف والاستخفاف بالمال وبالموارد والجهل بالحياة، مع عدم الحصول على مقابل يستاهل هذا الإسراف بل على العكس لا يحصل المترفون المسرفون إلا على الملل والفشل وحب الكسل والاعتماد على الوافدين والاتكال على الدولة والاستخفاف بالعمل والبحث عن الكسب السهل ولو كان - في كثير من الأحيان - محرماً بدءًا من (الرشوة) الداء الفتاك الذي يأتي على المجتمع من القواعد وانتهاء بالبطالة المقنعة التي يأخذ صاحبها ولا يعطي بل يكون عبئاً على بيئة العمل وعلى البنية التحتية فهو يضغط على الخدمات ذهاباً وإياباً دون إنتاج! وهو محسوب على العاملين دون أن يعمل بل ربما كان يعرقل العمل..

إن الإيدز هو نقص المناعة المكتسب فإذا أصاب الجسد ضعف جداً وصار فريسة لأضعف الميكروبات يسهل الفتك به فتحاصره الأمراض في كل أنحائه.. والترف الذي يولد الإسراف هو إيدز المجتمع الذي يفقده مناعته بالتدريج؛ فتُهدر موارده وتضعف أخلاقه وقيمه ويعزف أفراده عن العمل الجاد والإبداع والابتكار.. كيف لا وقد استسلم الكثير منهم لحب الشهوات والركون للدعة والراحة والاعتماد على الخدم والسائقين والوافدين في كل الأمور وصرف مافي الجيب انتظاراً لما في الغيب.

 

 

نقلا عن الرياض