كيف تصنّف أنواع النفط؟

09/03/2015 2
خالد أبو شادي

يعد تصنيف أنواع النفط التي تنتجها مناطق عديدة حول العالم هاماً لتقدير أسعارها، بجانب كيفية التعامل معها وتكريرها لتعظيم الإستفادة المحققة بغرض الحصول على قيمة مضافة ترفع الربح المحقق.

ومن أبرز التصنيفات لأنواع ودرجات النفط ما قدمته "بتروليم انتيليجنس Petroleum Intelligence

وأروده مركز" دراسات" البحريني، حيث يجب الرجوع في البداية إلى التقسيم الرئيسي لما يستخرج من مصادر الطاقة الاحفورية : الغاز، السوائل، مواد صلبة.

الغاز هنا يشمل الغاز الطبيعي بتركيبته المعروفة، في حين تنقسم السوائل إلى عنصرين رئيسيين هما: النفط التقليدي ويشمل نفط خام، وآخر ثقيل بجانب الغازات المصاحبة، أما العنصر الآخر فهو النفط غير التقليدي "البيوتومين".

وفيما يخص المواد الصلبة فهي تشمل الفحم، والنفط الصخري حيث يمثل الأخير مثاراً للغط بسبب ارتفاع تكلفته والآثقار البيئية المرتبة على استخراجه، فضلاً عن مستقبله كمنافس في سوق النفط للأنواع التقليدية.

ويوجد تصنيف لوكالة حماية البيئة الأمريكية، لكنه يعتمد في الأساس على الخطورة الناجمة عن تسرب النفط ومشتقاته المختلفة وانعكاس ذلك على البيئة، ومدى تأثير اختلاف درجة الحرارة عليها.

أهم تصنيف للنفط؟

يبقى معيارا الكثافة والمحتوى الكبريتي من أهم تصنيفات أنواع النفوط المختلفة لأنه يعتمد على أساس يمكن توظيفه تجارياً.

وفي هذا الصدد يعد معيار API معهد البترول الأمريكي للوزن النوعي أو الكثافة من أشهرها، حيث يشمل التصنيف ثلاث مجموعات رئيسية: خفيفة، متوسطة، وثقيلة.

وكلما زادت كثافة النفط فإن هذا يعني زيادة المنتجات عالية القيمة به، وسيكون سعره أعلى ، لكن لماذا؟ لأن المقصود بالمنتجات عالية القيمة هنا أى الخفيفة غير الصلبة والتي تحقق ايرادات أفضل.

وهنا يجب الإنتباه إلى أن النفوط بكثافة نوعية عند 50 درجة أو أكثر قليلة أو شحيحة، وهو ما يوضحه الرسم البياني التالي الذي يختصر تصنيف النفط تبعا للكثافة والحمضية.

ويمثل المحور الأفقي للرسم البياني الذي رصدته ادارة معلومات الطاقة الأمريكية اعتمادا على بيانات "انرجي انتيلجنس جروب" تتبعاً لمعيار الوزن النوعي أو الكثافة، مع ملاحظة أنه مع الإتجاه يميناً ترتفع الكثافة، بينما تقل بالإتجاه يساراً.

أما المحور الأفقي فيمثل تتبعاً لمعيار المحتوى الكبريتي في النفط، فكلما اتجه لأعلى كان النفط حامضاً أو مرًّا، والعكس بالإتجاه لأسفل حيث تقل نسبة الكبريت ويصير حلوًّا.

وهناك قاعدة أرستها بعض الدراسات التي أجريت أشارت إلى أنه كلما ارتفعت كثافة النفط، قل تواجد المحتوى الكبريت به أى صار حلواً، لكن تزايد تواجد الكبريت من عدمه بالنفط يختلف من منطقة جغرافية لأخرى.

ويبدو من الصعب- أو لا يوجد بالأساس-  نفط بدرجة كثافة عالية، وفي ذات الوقت يحتوي على درجة حمضية أو محتوى كبريتي عالي، لكن في المقابل توجد بعض أنواع من النفوط لكن قليلة منخفضة الكثافة، ومنخفضة الكبريت أيضا مثل الإيراني الخفيف، والخام العربي الخفيف.

أنواع النفط العربي

يمكن تقسيم النفط العربي إلى خمسة أنواع تبعاً لمعيار الكثافة الذي حدده معهد البترول الأمريكي إلى:

-العربي الخفيف الممتاز Arab super light  بدرجة كثافة تزيد عن 40 دائما.

-العربي الخفيف جدا Arab extra light  بدرجة كثافة تتراوح بين 36 إلى 40.

-العربي الخفيف Arab light  بدرجة كثافة بين 32 إلى 36.

-العربي المتوسط Arab medium بكثافة بين 29 إلى 32 درجة.

-العربي الثقيل Arab heavy  بكثافة تقل عن 29 درجة.

وهنا يجب ملاحظة انتشار تسميات باتت شهيرة في سوق النفط وارتبطت بأنواع معينة  خصوصا لمنتجي "أوبك"مثل العربي الخفيف السعودي " كثافته 34 درجة"، العربي الثقيل السعودي "28.7 درجة"، والعربي المتوسط السعودي "31.8 درجة"، بجانب بوني الخفيف النيجيري، تياخوانا الخفيف الفنزويلي، البصرة الخفيفي العراقي.

وتجدر الإشارة إلى أن الجزء الأكبر في انتاج الدول العربية المصدرة للنفط "أوابك" يأتي من النفوط متوسطة الكثافة ذات المحتوى الكبريتي المرتفع أى الحمضية، حيث يتفاوت الإنتاج بين الدول الأعضاء ليشكل كله تقريبا نفطاً خفيفاً حلوا في الجزائر، وثقيلة إلى متوسطة كما في الكويت، بينما بنسب متفاوتة بين النوعين في السعودية، العراق.

ووفقاً لمجلة "النفط والتعاون العربي" فإن انتاج الأنواع المتوسط الحامضية يبلغ 82% في السعودية، و 52% في الامارات، و97.6% في الكويت، وحوالي 100% في العراق، و100% في البحرين، بينما تنتج الدول العربية في شمال إفريقيا نفطاً خفيفياً حلوا (عدا مصر التي تنتج متوسط الكثافة حامضي بنسبة 82%) مثل الجزائر الذي يمثل ذلك النوع 100% من انتاجها، و95% في ليبيا.