لمن لا يعرف ..نبذة عن تشكيل"باكن" الذي فجر ثورة النفط الصخري في أمريكا

26/02/2015 9
خالد أبو شادي

برز اسم تشكيل أو حوض "باكن" في الفترة القليلة الماضية كنواة لثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة، خصوصا بعد القفزة التي حققها انتاجه بالإرتفاع فوق مستوى مليون برميل يوميا.

ويعترف الكثير من المحللين بأن التطور الذي تشهده صناعة النفط غير التقليدي بات أمراً واقعا، ويجب عدم اهماله أو اغفاله، بل على العكس يجب التعاطي معه بإهتمام، في الوقت الذي يرى فيه البعض الآخر أن ثورة النفط الصخري ستضمحل مع تواصل انخفاض أسعار النفط نظرا لإرتفاع التكلفة.

وبغض النظر عن آراء المؤيدين أو المعارضين، فإن "باكن"  يبدو غامضاً لدى البعض ولا يعرفون الكثير عنه فما هو هذا التشكيل؟ وأهميته في انتاج النفط الأمريكي؟

قد يجهل الكثيرون امتداد "باكن" داخل الأراضي الكندية ، حيث يوجد بين ولاية داكوتا الشمالية ومونتانا في الولايات المتحدة وساسكاتشوان ومانيتوبا في كندا، لكن أغلب انتاجه يأتي من الولايات المتحدة، وقد حمل اسم المزارع "هنري باكن" من داكوتا الشمالية الذي امتلك أرضه.

وتعود عملية اكتشاف النفط في "باكن" إلى بداية خمسينيات القرن الماضي، لكن بشكل غير تجاري أو بفائدة على المنطقة إلا بعد بداية الألفية الجديدة، وبوضع أكثر وضوحا مع بروز وتطور تنقيات الحفر الرأسي الموجه والتكسير الهيدروليكي.

وكشفت دراسة لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية عام 2008 وجود حوالي أربعة مليارات برميل من النفط الممكن استخراجه، فيما قدرت دراسة أخرى من لجنة الصناعة في داكوتا الشمالية عام 2010 وجود حوالي ملياري برميل في تشكيل "ثري فوركس" في نفس المنطقة، فيما أوضحت بعض التقييمات أن الدراستين متحفظتين وأن ما هو موجود في باطن الأرض يتجاوز ذلك كثيرا.

وبدت بعض الأرقام التي نشرها موقع متخصص في متابعة ثورة النفط الصخري في "باكن" "bakkenshale" شديدة التفاؤل، حيث نوهت إلى أن رقم 4 مليارات برميل لا يمثل سوى 1% من 400 مليار برميل نفط مكافيء، فيما أشارت شركة النفط "كونتيننتال ريسوريسز" إلى احتوائه على ما يتراوح بين 24 إلى 40 مليار برميل.

وبعيدا عن التفاؤل المفرط أو ما شابه، فإن بيانات ادارة معلومات الطاقة الأمريكية الصادرة في ديسمبر/كانون الأول أشارت إلى وجود احتياطي مؤكد –يشمل المكثفات-قدره 5.68 مليار برميل في داكوتا الشمالية الذي يمثل تشكيل "باكن" جنباً إلى جنب "ثري فوركس" النسبة الأعلى منه.

في الوقت الذي أوضح التقرير ارتفاع الإحتياطي المؤكد من النفط الخام والمكثفات في جميع أنحاء الولايات المتحدة للعام الخامس على التوالي في 2013 إلى أكثر من 36 مليار برميل وذلك للمرة الأولى منذ عام 1975.

ويمكن من خلال الرسم البياني السابق الإطلاع على أهم خمسة مناطق للنفط في الولايات المتحدة مع كمية الإحتياطيات في كل منها، حيث تظل تكساس وداكوتا الشمالية الأهم بينها حيث تحويان معا أكثر من نصف الإحتياطي النفطي الأمريكي.

ماذا عن الإنتاج؟

وفيما يخص الإنتاج، فإن تشكيل" باكن" مع "ثري فوركس" يمثلان 95% من الطاقة الإنتاجية تقريباً في داكوتا الشمالية، حيث شهد تطورا ملحوظا مع تطور تقنيات الآبار الأفقية، والتكسير الهيدروليكي وهو ما وضحت آثاره خلال السنوات القليلة الماضية.

وكما يوضح الرسم البياني الذي نشرته ادارة معلومات الطاقة الأمريكية في وقت سابق هذا الشهر فإن متابعة تحرك الإنتاج خلال السنوات الثماني الأخيرة يشير إلى ان تسارع النمو اتضح مع بداية العقد الحالي وصولا إلى تجاوزه مليون برميل يوميا العام الماضي.

وكانت بيانات أولية صادرة من اللجنة الصناعية في الولاية الأمريكية يوم الثالث عشر من فبراير/شباط الجاري أوضحت نمو الإنتاج النفطي إلى حوالي 1.22 مليون برميل يوميا في ديسمبر/كانون الأول.

وأتي هذا النمو على الرغم من تراجع منصات الحفر إلى أقل مستوى لها في خمس سنوات (137 منصة وهو المستوى الأقل منذ يوليو/تموز عام 2010)، مما يعني أن انتاج النفط الصخري لم يتوقف رغم تضرره من تراجع الأسعار.

وتبقى الإشارة بعد هذه النبذة إلى أن النفط الصخري لن يتوقف انتاجه تماما كما يظن البعض مع تواصل نمو الإنتاج في تشكيل "باكن"، فيما أكد تقرير حديث صدر من "بلاك روك" نقلا عن شركة الأبحاث "رايستاد انرجي" أن تكلفة منتجي النفط الصخري في أمريكا الشمالية تتراوح بين 40 إلى أكثر من 70 دولارا للبرميل، وأن سعر التعادل بالنسبة للتكلفة يتحرك حول 60 دولارا، بالمقارنة مع متوسط  26 دولارا للحقول البرية في الشرق الأوسط.

وستوضح الفترة القادمة مع التقدم التكنولوجي المتواصل وبدء دول شتى حول العالم دراسة واستكشاف تواجده على أرضها ومنها السعودية بالطبع مدى تطور احتياطيه الممكن استخراجه وفق معايير اقتصادية ممكنة ومتاحة ومن ثم دراسة انعكاسات ذلك في على النفط التقليدي.