أوراسكوم تيلكوم بين المطرقة والشاكوش

17/02/2010 39
حجاج حسن

كنا نظنه " لقاءاً كروياً" وحسب لا أكثر ولا أقل،، ولكنه في الحقيقة كان أكثر من ذلك بكثير... فكان كنبات "الحنظل" غرسته "مباراة كرة" ... ورعاه "إعلام فاشل" .. واستضافته أرض "شعبين شقيقين" .. وكان الحصاد "لأوراسكوم تيليكوم" وحدها ...

وها هو ذلك الكيان الاقتصادي العملاق، وأحد أهم وأكبر شركات الاتصالات في الشرق الأوسط وأسيا، تجني وحدها حصاد التعصب والتوتر الذي نتج عن لقاء كروي بين مصر والجزائر .. وبرغم ما جنته، وما تجنيه، فإنها اليوم مهددة "بالضربة القاضية" ووداع هو الأغرب من الجزائر ،، فهل يصدق الخبر ؟؟!

أول الحصاد: كان مقاطعة الشعب الجزائري شرائح "جيزي" التي تسيطر وحدها على أكثر من 60 % من حجم سوق الاتصالات الجزائري، وهي مملوكة لشركة أوراسكوم تيليكوم، وقاموا باستبدالها بشرائح "نجمة" و "موبيليس".

أما الحصاد الثاني: فقد توقفت الخدمة لفترة زمنية، نتيجة عمليات تخريب لاستثمارات الشركة بالجزائر، مما كبدها خسائر بملايين الدولارات، وقد قال ساويرس أنه لا يستبعد أن يكون أحد منافسيه في الجزائر هو من كان وراء هذا العمل.

وحصادها الثالث: عندما طالبت السلطات الجزائرية الشركة بضرائب قدرها 596.6 مليون دولار، معللة أن سبب ذلك هو عدم تسجيل أوراسكوم عملياتها المالية بطريقة صحيحة للأعوام من 2005 وحتى 2007، وقامت أوراسكوم بالطعن ثم اللجوء لزيادة رأس مالها إلى 5.25 مليار جنيه عن طريق الاكتتاب للتعامل مع تلك العقبة.

كل ذلك الحصاد وغيره وكل هذه الضربات التي تلقتها شركة أوراسكوم كان لها وبالتأكيد تأثيرها السلبي على أعمال الشركة ونتائجها المستقبلية، خاصة وان "جيزي" تمثل نحو 45 % من مجموع إيرادات الشركة،، ولكن رغم ذلك فالشركة بقيادة "ساويرس" –  الأغنى في مصر -  قادرة على التصدي لكل هذه العقبات والأزمات...

ولكن ماذا لو كان الحصاد القادم: هو الخروج من الجزائر!! فهل ستكون هي الضربة القاضية يا أوراسكوم ؟!

وهذا ما أكدته جميع وكالات الأنباء" اليـوم : عن نية الجزائر بتصفية شركة أوراسكوم تيلكوم من الوجود بالجزائر، وتخليها عن حصتها في "جيزي" والتي تبلغ 97 %، معللة أن السبب هو امتناع الأخيرة عن تسديد الضرائب المتراكمة على الشركة، لتكون هي الضربة الأكثر عنفاً لأوراسكوم تيليكوم.

وتفاعل السهم مع الخبر حيث تراجع خلال الساعة الأولى من جلسة تداول اليوم بأكثر من 3 % وسط عمليات بيع جامحة، حيث بلغت التداولات على السهم في أقل من ساعتين أكثر من 11 مليون سهم وهي معدلات مرتفعه مقارنة بالتداولات اليومية التي يشهدها السهم في العادة.

في المقابل كان رد "ساويرس" هو الأكثر هدوءا وموضوعية وإقناعا، بأنه سيخرج من الجزائر – فقط- في حالة عدم وجود ترحاب من الأخيرة، حيث لا يمكن لشركة اتصالات أن تعمل دون قاعدة جماهيرية ،،

ولكن .. إلى أين يا "ساويرس" ستشد الرحال بعد الخروج من الجزائر!! وهل أنت الخاسر الوحيد من الخروج؟؟ أم أنهم أيضا "هم الخاسرون"؟؟

وهل قرار خروج "أوراسكوم المصرية" من الجزائر كان سببه فعلا عدم تعاملها مع الضرائب بشكل صحيح؟؟ أم أنه توجهاً سياسياً وحسب جاء على خلفية اللقاء الكوري؟؟