روغان العمال!

13/02/2015 6
عبدالله الجعيثن

 قال صديقي ضاحكاً: كنت أظن هؤلاء العمال الوافدين أغبياء، فاتضح أني أنا الغبي!.. إذا أحضرت عاملاً لصيانة مكيف أو غيره وقلت له بعد أن يفحصه: كم تأخذ؟! فمن المستحيل أن يحدد..

يقول وهو ينظر لي (قول أنت!) وبهذا السؤال يصيد كثيراً من الجاهلين بسهولة العمل!.. لا.. وقبل هذا ينظر إلى منزلك أهو كبير وباذخ وفي حي راق، عندها لا يقبل بغير الضعف على الأقل! صرت أذهب لمجمع العمال فإذا طلبت العامل كان أول ما يسألني: فأعطيه اسم حي شعبي قديم فتختفي لمعة عينه ويخبو حماسه! وبعد أن أذكر الحي الشعبي ونوع العمل المطلوب ونتفق على مبلغ تقريبي وأذهب به إلى منزلي فيغير الاتفاق ويدبل المبلغ فأحتج، لكنه يقول: (هذا مكان ثاني) فأصرخ: ما الفرق؟! ويرد: العمل هنا صعب! وأقول: بالعكس العمل في بيت جديد أسهل منه في القديم لكنه يصر وقد طمع فيّ.. وإذا اتفقنا على مبلغ وسط بقينا في مشكلة (قطع الغيار).. يستغل جهلي فيزعم أن عدة قطع سوف تُغير، ويستغل حرارة الصيف وشدة حاجتي للتكييف حتى أخضع مرغماً، وبما أنني قد دخلت من السير في الشمس فقد أفوضه بشراء القطع والسرعة في التصليح!، وأكثرهم "كاذبون"، فلا القطع فاسدة ولا يحزنون، ولكنه يأخذها معه، ويأتي بقطع مستعملة مغلفة كالجديدة، ويعطيني من حلو الكلام:

(يعطيك من طرف اللسان حلاوة.. ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ) يقبض المبلغ أضعافاً مضاعفة ثم يخرب المكيف بعد أسبوع، فأبحث عنه ولا أجده.. ذهب مع الريح.. وحين كنت أعمّر هذا المنزل (الله لا يوريك) تقاذفني العمال كما يتفاذف الصبيان الكرة!

قلت: شر البلية ما يضحك! لابد من اختبار أي عامل يزعم أنه سباك أو فني تكييف أو أي مهنة.. المسألة الآن سائبة! العمال يسرحون ويمرحون! وأكثرهم يفسدون أكثر مما يصلحون ويضحكون على الذقون!.