جانيت يلين والفيدرالي يضللان الأسواق

18/12/2014 3
خالد أبو شادي

جاء بيان الفيدرالي مغايرا ومختلفاً في بعض نقاطه بالمقارنة عما سبق من بيانات نعم، أنهى استخدامه لكلمة "فترة مطولة" عند الحديث عن الفائدة  وبقائها قرب الصفر نعم، ما الجديد؟

أشار البنك إلى أنه سيكون صبوراً عند اتخاذ قرار الفائدة، أى أن تحسن بيانات سوق العمل وتراجع معدل البطالة الذي يرى أنه سيقترب من 5% مع نهاية عام 2015 تعد مرضية، لكن غير المرض هو التضخم الذي ترى "يليين" أنه لا يمثل مشكله وستخف ضغوطه قريبا.

حقيقة كلمة الصبر هنا التي أشار إليها البيان فسرتها "يلين" على أن البنك لن يرفع الفائدة خلال اجتماعين، واجتماعين تعني اثنين كما أكدت، أى أنها لن ترفع في يناير/كانون الثاني أو حتى مارس/آذار.

وكما تساءل بعض المحللين هل هذا يعني أن الفائدة يمكن أن ترفع في إجتماع أبريل/نيسان أو يونيو/حزيران، وهذا بالطبع احتمال قائم وممكن الحدوث في أيهما.

لكن كلمة الصبر التي حواها البيان مراوغة وعندما يتم تفسيرها بعيدا عما قالته "يلين" في مؤتمرها الصحفي، فإن أحدا لم يكن يأخذها إلى المنحى الذي جذبته إليها رئيسه الإحتياطي الفيدرالي.

في رأيي لا جديد هنا سوى حذف كلمات ووضع أخرى بدلا منها في البيان، ويبقى ما يصبو إليه البنك قائماً بعد تغيير وهو قرب رفع الفائدة خلال نصف العام القادم وهذا يبرر تواصل صعود الدولار وقفزته الكبيرة أمس أمام اليورو.

والأمر الذي يجب أن يؤخذ في الحسبان حالياً أن البيان سواء عن قصد أو غير قصد جاء مضللا، وتفسير "يلين" لما جاء فيه يؤكد ذلك، لكنه يبدو أن الإحتياطي الفيدرالي لا يريد أن يضع التزاما بعينه أمام الجمهور حسبما يرى بعض المراقبين.

لقد غّير البنك كلمات بيانه حتى ينتشي المحللون والمراقبون بأنه حدث ما توقعوه، وها هو قد حدث، لكن الذي لم يحدث بعد هو استجابة المؤشرات لتصحيح ولو جانبي مع توالي صعود الدولار رغم القناعة بأن رفع الفائدة لم يتغير توقيته.

وتبقى الإشارة إلى أن تأخر التصحيح قد يتم تفسيره بشكل فني بحت، بأن الموجات الصاعدة تبني تحركها على بقايا الخوف، فكلما زاد التردد والخوف استمرت في الصعود.