هل يتذكر أحد ما قاله هذا الرجل؟

23/11/2014 10
خالد أبو شادي

في وقت مبكر من هذا العام نوه الأستاذ بكلية "وارتون" جامعة بنسلفانيا "جيرمي سيجل" إلى أن مؤشر "داو جونز" سيصعد إلى مستوى 18000 نقطة مع نهاية 2014.

ربما لم يهتم الكثيرون أو سخروا من كلام الرجل الذي يقترب عمره من سبعين عاما "،حيث كان المؤشر يتحرك عند مستويات أقل من 14000 نقطة وما زالوا يحتفظون بنظرتهم التشاؤمية كنوع من التحوط وأخذ الحذر تماما مثلما يفعل "مارك فابر" و "نورييل روبيني.

اللافت للنظر أن الرجل أكد على كلامه مجددا في يوليو/تموز، مشيراً إلى أنه لن يكون مندهشاً بوصوله إلى هذا المستوى بل وضع تساؤلاً –ربما عُد مفرطاً في التفاؤل- هل يمكن أن يصل إلى 20 ألف نقطة؟ وأجاب على نفسه نعم ممكن.

ويرى "سيجل" أن النقطة المحورية فيما أشار هي معدل الفائدة المنخفض، وهي محرك أساسي لصعود سوق الأسهم، ويعتقد ان مستوى 20 ألف أو حتى 21 ألف نقطة ممكناً على المدى القصير لكن لماذا؟

الإجابة ببساطة تعتمد على تجاوز الأسهم لقيمها السوقية العادلة قبل أن تدخل في مرحلة تصحيحية، وربما تلاقى ذلك بشكل غير مباشر مع ما ذكره الملياردير "كارل ايكان" الأسبوع الماضي.

الغريب أيضا أنه رغم تراجع السوق الأمريكي في أكتوبر/تشرين الأول دون 16000 نقطة ظهر "سيجل" مجددا ليؤكد على رؤيته السابقة التي لم تكن وليدة لحظة والتي يصر عليها منذ العام الماضي.

ونوه  "ايكان" يوم الإثنين الماضي إلى ان الأسواق تنتظر تصحيحاً رئيسيا خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، فيما يرى أنه قد يكون مخطئاً فيما ذهب إليه، وأنه لا يعطي تصريحاً بالبيع إنما يتكلم بشكل عام.

وبربط ما قاله "سيجل" و"ايكان" جنباً إلى جنب مع ما يسمي "الدورة الرئاسية" لأوباما والذي سيترك البيت الأبيض مطلع عام 2017، فإن هذا يعني بقاء بعض التفاؤل بالسوق الأمريكي لبعض الوقت وان كان من الصعب تحديد المدى الزمني بدقة، بينما سيكون 2015 أقل أداءً وعام 2016 أكثر ضعفاً أو الأسوأ.

وجود تذبذب أو جني أرباح كما حدث في أكتوبر/تشرين الأول سيظل متوقعا في أى وقت وسيؤجل التصحيح الرئيسي لطالما لم يضعف "عزم" المؤشرات على المدى الطويل.

وفكرة الدورة الرئاسية التي سميت كذلك كونها متزامنة مع الإنتخابات الرئاسية الأمريكية وتفترض ببساطة أن سنة الإنتخاب الأولى تكون الأقوى لسوق الأسهم وتقل النسبة حتى تصل إلى العام الرابع ليكون الأقل أداءً.

وبما أن أوباما أعيد انتخابه لفترة ثانية أصبحت الدورة الرئاسية هنا ثماني سنوات وليس أربعة ومن ثم يتوقع أن يكون العام القادم ثم الذي يليه "2016" هما الأضعف تنازلياً لسوق الأسهم (ارتفع الداو جونز من قاع مارس/آذار عام 2009 حتى الآن ما يتجاوز 12000 نقطة).

بالطبع لا يمكن الجزم بشيء لكنها وجهة في النهاية نظرة تحاول توضيح بوصلة الإتجاه تزامناً مع رؤية خبراء لهم باع في هذا المجال رغم أن السوق يمكنها خداع المحترفين.