معهد تدريب نفطي خليجي

22/05/2014 0
هناء مكي

قبل فترة قرأت في إحدى الصحف الكويتية عن مثل هذا الاقتراح، تأسيس «معهد تدريب بترولي» بالكويت؛ ليدعم دور مركز التدريب البترولي، ويساهم في مضاعفة مخرجاته التدريبية في القطاع النفطي على إثر سعيها -الكويت- لتوسعة مشاريعها في هذه الصناعة والتي تتطلب بلا شك موارد بشرية ذات مهارة وجودة.

والاقتراح عبارة عن إنشاء معهد أكاديمي للتدريب مختص بقطاع النفط، تصمم له المناهج التدريبية التي تؤهل مرتاديه من الكوادر الوطنية على فهم الصناعة النفطية المتطورة ومتابعة الجديد فيها، وتدريب الكفاءات الوظيفية وتخريجها بقدرات فنية عالية ومهارات عالمية في الصناعة النفطية، لتواكب هذه الصناعة التي يكثر الحديث عن مستقبلها المجهول.

إذ وفقاً لنظرية «قمة الإنتاج» لأم كينج هوبرت التي تقوم على تمام نقص الإنتاج النفطي بعد وصوله إلى قمته، فإننا كدول خليجية تم اكتشاف النفط في أراضينا منذ ثلاثينات القرن المنصرم، فنحن نعيش الآن قمة الإنتاج ونستعد لعملية النزول وفق تلك الدورة، وهذا ما أكدته تقديرات الهيئة العالمية للطاقة (EWG) التي تقول إن إنتاج النفط العالمي وصل ذروته خلال الأعوام الممتدة من 2008 إلى 2011 وانه سوف يقل تدريجياً في المستقبل طبقاً لنظرية هوبرت.

وبدا لي الأمر مبرراً بعد فشل مهمة شركتي اوكسيدنتال الأمريكية، وبي.تي.تي التايلندية مؤخراً في البحث عن مصادر للنفط والغاز في المنطقتين الشرقية والشمالية في البحرين التي تعد أول الدول الخليجية التي تم اكتشاف النفط فيها.

وكان هوبرت قد قام بحسبته تلك في العام 1956، وتنبأ بأن قمة إنتاج النفط ستكون بحلول العام 2010، ونصح بالاستعانة بالطاقتين النووية والشمسية كبديل مضمون ومستدام.

طبعاً العالم الغربي الذي يعطي اهتماماً مادياً وعلمياً لمثل هذه الدراسات فانه يأخذ بجدية كل ما يتم ذكره من معلومات فيها، لذا فهو يجتهد في الاستعانة بالطاقتين النووية والشمسية كبديل عن النفط والغاز، فهم يستعدون أكثر منا لهذا اليوم الذي ينضب فيه النفط من أراضينا.

ومن المستغرب إننا كدول نفطية منذ الثلاثينيات لم نقم بتأسيس معهد أكاديمي متخصص في صناعة النفط والغاز على مستوى يَعين صناع القرار في اتخاذ ما يلزم بشأن هذا القطاع الذي يتحكم في العالم اقتصاديا وسياسيا، كما من شأنه أن يساهم هذا المعهد في تخريج أفضل الكوادر المدربة، واستحداث دراسات وبحوث علمية ونظريات تطويرية، ودراسات جدوى لمشاريع مستقبلية إنتاجية وتصنيعية، ويكون معهدا عالميا رائدا في مجال النفط والغاز، ولم لا؟

 

بدت لي فكرة تأسيس معهد أكاديمي مختص بالصناعة النفطية على مستوى الخليج فكرة سديدة يتم من خلاله معالجة العديد من الأزمات على مدى متوسط وطويل، وذا ضمانة مجدية، ولكنه سيكون من ضمن قطار التكامل الاقتصادي الخليجي المشبع بالمشاريع التي لم تنفخ في احدها الروح بعد.

نقلا عن اليوم