ستة آلاف وظيفة لم يتقدم لها أحد «العدد في الليمون»

11/05/2014 2
د. أنور أبو العلا

عنوان زاوية اليوم مقتبس بتصرف من تعليق "أبو عبدالله" (المعلق رقم 12) على مقال زاوية الاحد 27 ابريل 2014 (قبل أسبوعين) فهو يقول: اهداء للسيد أنور أبو العلا "أكثر من ستة آلاف وظيفة عرضتها الغرفة التجارية ... وقد تقدم 500 طالب وظيفة فقط".

اخي العزيز أبو عبدالله الف شكر على الهدية ولو كان الامر بيدي لكافأتك بتعيينك عضوا في لجنة دراسة البطالة في مجلس الشورى (اذا لم تكن أحدهم) فهم وحدهم الذين يقولون: عدد الوظائف المعروضة أكثر من العاطلين، وبالتالي لا يوجد بطالة وانما يوجد لدينا شباب بطران لا يقبل العمل.

يقول المثل المكّاوي العدد في الليمون (اي كثرة كغثاء السيل) فالغرفة التجارية تستطيع ان تعرض ليس ستة آلاف بل ستة ملايين وظيفة ولن يتقدم لها عاطل واحد رغم رغبة واحتياج العاطلين للوظيفة.

معظم – ان لم يكن جميع – الوظائف التي يعرضها القطاع الخاص لدينا مفصّلة أساسا لللاستقدام وعرضها للمواطنين مجرد مبررات للحصول على المزيد من التأشيرات والمزيد من معونة اموال بيت المال بدليل تصريح معالي وزير العمل برصد 1.5 مليار ريال مكافآت للمنشآت التي ارتفع اجمالي اجور السعوديين لديها عام 2013، وبدليل تحمل صندوق الموارد البشرية لنصف الراتب، وبدليل الإغراءات والتسهيلات والحوافز التي لا تعد ولا تحصى التي يحصل عليها من يحقق الحد الادنى من شروط السعودة (مهازل لا يمكن ان تحدث في اقتصاد اي دولة اخرى الا لدينا).

فالوظيفة لا يمكن ان تسمى وظيفة الا اذا توافر فيها: اولا الأجر الذي يفي بالمتطلبات الاساسية لمعيشة الموظف كأنسان، وثانيا الوقت الكافي للراحة ليشعر الموظف انه انسان وليس آلة، وثالثا الاستقرار الوظيفي فلا يشعر بأنه معرض للطرد بمجرد انقطاع نصف الراتب الذي تدفعه الموارد لصاحب العمل، ورابعا ان تضمن له معاشا آمنا عند بلوغه سن التقاعد.

ودّي ان ارد على جميع المعلقين واحدا واحدا لا سيما الاخت اللّمّاحة الذكاء مريم ابراهيم (اقدم من كان يعلق على زاويتي المتواضعة ولكنها هجرتني فأقول لها قديمك نديمك لو الجديد اغناك).

لكن اكتفي الآن بتوجيه الشكر والامتنان لجميع المعلقين الكرام سواء المادحين او القادحين (وهم الحمد لله القلة) فأنا من تعليقاتهم أتعلم وأستأذنهم أن اقتصر – لضيق المقام – في الرد على المغلوب على امره عزيزنا الذي كنّى نفسه ب: سعودي ولكن مغلوب (المعلق رقم 6) الذي يقول: "انه لم يجد سعوديا جادا ورفع الراتب الى 8000 ريال .. وبأن المطاعم السريعة رواتبها 5000 و 6000 ريال ولم تجد"، ثم يقول دعكم من التنظير فالعمل يختلف.

اخي سعودي ولكن مغلوب انت تقول: "المطاعم السريعة رواتبها 5 و 6 آلاف ولم تجد سعوديين"، سأقول لك حتى لو كان الراتب أضعاف ماتقول فلن تجد سعودي (ولا اي مواطن في اي بلد حضاري) يقبل العمل اذا كان مطلوب منه ان يعمل ساعات واوقات عمل فوق طاقته. وانصحك ان تقرأ تصريحات وكيل وزارة العمل احمد الحميدان (فهو يبدو انه مغلوب على امره ايضا) لجريدة الشرق (نقلتها بايجاز ارقام بتاريخ 4\5\2014) قائلا: "القطاع الخاص لا يريد السعودة ..هم يريدون العمالة الرخيصة ..لا أدري ماذا يرضيهم هل يريدوننا أن نطلب من السعودي أن يجلس في بيته"، محملاً الإعلام (وأعتقد انه يقصد مجلس الشورى) مسؤولية الترويج لحجج القطاع الخاص.

نقلا عن الرياض