الاداء المتوقع للبتروكيماويات الخليجية في أوائل 2014م

08/04/2014 0
د. سليمان الخطاف

تعتبر دول الخليج العربية من أهم الدول في انتاج المواد البتروكيماوية والأسمدة. فهي من أكبر منتجي مادة الايثيلين الركيزة الأساسية للصناعات البتروكيماوية في العالم. إذ بلغت طاقتها لانتاج الايثيلين حوالي 20 مليون طن سنوياً وهي تعادل حوالي 15% من الطاقة العالمية.

وتعتبر ايضاً من أهم منتجي مادة الميثانول والتي تعتبر مكونا رئيسيا للجازولين في الصين.

وتعد صناعة البتروكيماويات صناعة دورية أي يرتفع الطلب وينخفض في دورات زمنية، ولذلك من الطبيعي أن نشهد ارتفاعاً وانخفاضاً في الأسعار.

كما يجب ألا يفوتنا أن وجود كميات كبيرة من المعروض أو وجود طاقات اضافية قادمة لها تأثير كبير على الأسعار.

ويبقى اللقيم وتوفره بالأسعار الحالية المنخفضة مع الخبرات المكتسبة أهم الدعائم للبتروكيماويات الخليجية.

وتصدر دول الخليج كميات كبيرة من منتجات الايثيلين والتي تصنع من تكسير الايثان وسوائل الغاز الطبيعي.

ويعتبر غاز الايثان المستخرج مع النفط في دول الخليج الارخص في العالم إذ يتراوح سعره ما بين 0.75 الى 2 دولار لكل مليون وحدة حرارية بحسب البلد.

ويتنافس الايثان الخليجي مع الايثان الامريكي الذي وصل سعره بعد طفرة الغاز الصخري الى حدود 4-5 دولارات لكل مليون وحدة حرارية، وهو انخفاض كبير مقارنة بحوالي 15 دولارا قبل عدة سنوات.

ولاشك أن منطقة الخليج العربي وامريكا الشمالية هم المصدر الرئيس للايثان اللقيم الذهبي لانتاج البتروكيماويات في العالم.

ولذلك يتوقع أن تكون كل المنتجات المصنعة من تكسير الايثان في الخليج ذات ربحية عالية. إذ أنها تتنافس مع النافثا الأوروبية والآسيوية الباهظة الثمن والايثان الامريكي ذي الأسعار المعتدلة إلا أنها لا تزال أقل من الأسعار في منطقة الخليج العربي.

كما وتنتج دول الخليج كميات لا بأس بها من الاوليفينات الأخرى مثل البروبيلين والبيوتاداين والتي تنتج من سوائل الغاز الطبيعي والتي يعتبر سعرها أقل من سعر مثيلاتها في العالم، هذا عدا توفير تكاليف النقل.

وأما المنتجات المصنوعة من الغاز الطبيعي فلا شك أن لها ميزة تنافسية على معظم الشركات العالمية، حيث يباع الغاز الطبيعي في دول الخليج العربي بمعدلات 0.75-2 دولار للمليون وحدة حرارية بحسب البلد وبحسب المشروع.

وتتنافس هذه الصناعة مع المنتجات القادمة من أمريكا الشمالية وذلك لانخفاض أسعار الغاز الطبيعي هنالك إذ وصلت أسعاره حاليا بين 4-5 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بسبب الوفرة نتيجة ارتفاع انتاج الغاز الصخرى، وتعتبر أقل الأسعار في العالم بعد أسعار منطقة الخليج. وينتج من الغاز الطبيعي الميثانول والاسمدة مثل اليوريا والأمونيا.

ولدراسة اداء قطاع البتروكيماويات الخليجي، يجب التنبيه إلى أن هنالك شركات تعتمد على الغاز الطبيعي لانتاج الميثانول واليوريا والامونيا ومن المعلوم أن تكلفة الانتاج لم تتغير كثيراً مع عدم تغيير سعر اللقيم.

اذاً المؤشر الوحيد القادر على الدلالة على وضع الشركة هو أسعار المنتجات العالمية ولا سيما أن معظم هذه المنتجات هي اصلاً للتصدير.

وبحسب موقع أرقام فلقد انخفض معدل سعر الميثانول الصيني في الثلاثة الأشهر الأولى من عام 2014م مقارنة بالربع الرابع من عام 2013م بشكل واضح، وقد بلغت نسبة الانخفاض بين أول الفترة واخرها حوالي 100 دولار للطن.

وانخفض ايضاً سعر منتج اليوريا بحوالي 80 دولارا للطن وأما سعر منتج الامونيا فقد شهد بعض الارتفاعات ولكن تركز معظم الانتاج على اليوريا الذي يستخدم الامونيا كلقيم. ولذلك فان كميات اليوريا المنتجة والمعدة للتصدير تفوق الامونيا بحوالي 4-5 اضعاف.

وأما بالنسبة لمنتجات الايثيلين والبروبيلين، فلقد شهدت اسعار بلاستيك البولي الايثيلين بعض الانخفاضات تقارب 50-100 دولار للطن واما بلاستيك البولى بروبيلين فهو ايضاً قد انخفض بحوالي 50 دولارا للطن.

ولقد شهد منتج الايثيلين جلايكول ايضاً انخفاضات سعرية تقارب 50 دولارا للطن. وشهد منتج البولي الستايرين ايضاً انخفاضاً بحوالي 50 دولارا للطن.

اذاً يبدو وبشكل واضح أن الاسعار للبتروكيماويات والاسمدة في الربع الرابع من العام الماضي أعلى من اسعار الربع الاول من عام 2014م.

ولكن يجب أن يتم الانتباه عند المقارنة على ما اذا كانت بعض الشركات قد انخفض اداؤها في الارباع المختلفة نتيجة للتوقف بسبب الصيانة أو غيرها فهذه الأمور لا بد أن تكون بالحسبان.

إن توفر المعلومة الصحيحة قد سهل قرار الاستثمار وجعله أكثر علمية ومبنيا على تصور واضح للارباح ومستقبل النمو في الشركات.

ولا شك أن مستقبل شركات البتروكيماويات الخليجية مشرق ويعد بكثير من العوائد وحتى مع دخول الغاز الصخري إلى المصانع البتروكيماوية الذى سيكون له وقع سلبي على الصناعة في اوروبا واليابان حيث اللقيم الباهظ الثمن.

أما دول الخليج فلقد من الله عليها بثروات بترولية وغازية كبيرة تجعلها في معزل عن أى تأثير سلبي لارتفاع انتاج امريكا من البتروكيماويات.

نقلا عن جريدة اليوم