ما الذي ننتظره من الأمير مقرن؟

02/04/2014 9
مازن السديري

الحقيقة أنا لا أعرف سمو الأمير مقرن معرفة شخصية، ولمثل الشخصيات العامة يكون الحكم عليها عبر مخرجاتها العامة، وأول هذه الملاحظات أني لم أعرف أو أسمع أن للأمير مقرن أي استثمار أو مشاركة تجارية أو ممتلكات عقارية معطلة، لقد بدأت معرفتي بالأمير عبر مصادفات إيجابية؛ فالأولى كانت قبل خمسة وعشرين عاماً حيث كان الأمير في زيارة لمستشفى التخصصي في الرياض، وكنت أرى الزوار محاطين بخمسة مرافقين كمتوسط وكشكل هو نوع من أنواع الحضور الاجتماعي في ذلك الوقت ولشخصيات كثيرة، وفجأة أجد الأمير مقرن يدخل لوحده بلا مرافقين، مجرد موظف الأمن في المستشفى الذي رأى الأمير لوحده يدخل فخجل أن يتركه لوحده ورافقه.. وأتذكر حديثهم المشترك وكأنهم أصدقاء عن الأمطار في حائل والرياض.

الموقف الثاني كان خارج المملكة، حيث رأيته يتناول الغداء مع أسرته مثل أي رب أسرة يمضي الإجازة مع أبنائه، لا مرافقين ولا تابعين، مجرد أسرته الصغيرة.. هذه المواقف كانت تعكس بساطته.. ومرت السنوات لتوضح الصدف شخصيته أكثر.

والمصادفة الثالثة كانت عبر اهتمامي بالأرقام بحكم عملي ودراستي ولشغفي بها أهداني الكاتب الكبير فهد عامر الأحمدي كتاباً اسمه (top 10 of every thing) أي أعلى عشرة أشياء من كل شيء، وهو كتاب إحصائي ممتع، وفيه إحصائيات اقتصادية كثيرة من أرقام استهلاك وإنتاج وتصدير وغيره، ويجدد الكتاب الإحصائيات كل عام، فاتصلت بالأستاذ فهد لأشكره فتفاجأت برده بأن الأمير مقرن من أشد المحبين لهذه السلسلة.. أي أنه رجل له علاقة بالأرقام والإحصائيات والكتب بشكل عام.

المرحلة التي تلت ذلك متابعتي لنشاط ينبع الاقتصادي التي شهدت في فترة إمارته للمدينة المنورة الكثير من المشروعات والتعاون الكبير من جانبه لتبسيط الصعوبات وتسريع الإجراءات.

من هذه الصدف والملاحظات أرسم شخصية مسؤول يسمو فوق التجارة والمال وإيجابي بإدارته وعلمي بتقييمه ونظرته عبر حبه للأرقام والإحصائيات لتقوم مقدمة لطموح ينتظره الكثير من المواطنين فيه من إصلاحات ومتابعات لمواجهة التحديات الموجودة من مشكلة الطاقة.. حيث أتمنى من سموه مساءلة المختصين في مدينة الملك عبدالله للطاقة؛ ما هي خطة عملهم لإنتاج 41 جيجا كهربائية من الطاقة الشمسية، والمغرب سبقتنا، و21 جيجا من الطاقة النووية والإمارات سبقتنا، ونسمع عن طموحات بلا خطة واضحة، ماذا عن ملف الإسكان وأسعار العقار التي تزعج الكثير ونحن نعلم أن 65% من المواطنين مضغوطين في ثلاث مدن، أتمنى من سموه طرح خطة إعادة توزيع ديمغرافي للمواطنين، هناك مناطق شاسعة من المناطق السعودية بحجم دول كثافتها السكانية لا تتجاوز 4% من مجموع المواطنين، وملف الفساد الذي يعالج برفع الكفاءة الإدارية للدوائر الحكومية وإدخال الأنظمة الذكية الإلكترونية، هناك مستحقات ضائعة لبعض المواطنين بسبب عدم تماسك وترابط البيانات بين الدوائر الحكومية، أخيراً ما الذي يقمع هذه الحركات الشعواء الحاقدة مثل حنين وشغب العوامية وغيرها سوى سيف التنمية والتطور والإصلاح؟

نقلا عن جريدة الرياض