هيئة الطيران في «المدرج» تتفرج!

13/03/2014 1
خالد الفريان

ذكرت في مقالة سابقة أن معظم قطاعات النقل الفرعية تمثل نموذجاً للإخفاق المتراكم منذ عقود رغم ضخامة العقود والمليارات التي تضخها الدولة في هذه القطاعات، مقارنة بقطاعات أخرى تمت إدارتها بنجاح نسبي، يفوق بمراحل قطاع النقل مثل الاتصالات والمصارف والصناعات الأساسية، وذكرنا عدة معايير لتقييم أداء القطاعات منها على سبيل المثال لا الحصر الخدمات المقدمة للمواطنين في هذا القطاع، والفرص الاستثمارية التي يوفرها القطاع لرجال الأعمال وبخاصة صغارهم، وكذلك للمواطنين من خلال وجود شركات مساهمة ناجحة في القطاع.

انتقل اليوم من التعميم الى التخصيص وأشير إلى انقطاع الطيران في المملكة العصي عن التخصيص الحقيقي الشامل يحتاج عمليات جراحية سريعة لعلاجه من أمراضه المزمنة.. وكأحد الامثلة وما أكثرها هذا الضغط الشديد على الرحلات بين الرياض وجدة وهما أكبر مدينتين في أحد أغنى دول العالم! ومايضاعف المشكلة أن مطار جدة تخدم أهم مدينة في العالم الاسلامي.. هذا الضغط وعدم توفرالرحلات لم يعد حكراً على موسم معين كما هو الحال قبل سنوات.. فقد تطورنا ولله الحمد والمنة، وأصبح الضغط والزحام مستمر طوال العام!

قد تقول هيئة الطيران المدني، الذي أوجه هذا المقال لها وليس لشركات الطيران: إن هناك 150 رحلة من الرياض إلى جدة أسبوعياً، للخطوط السعودية وناس، وهنا يتساءل الكثيرون، لماذا لايكون هناك عدد رحلات ضعف العدد الحالي، وبخاصة أنه في كل أيام السنة هناك ضغط على الرحلات بين الرياض وجدة ذهاباً وإياباً، بخلاف وجهات أخرى مثل دبي يذهب لها معظم الركاب بداية الإجازة ويعودون منها نهاية الإجازة، ومع ذلك لا تحدث أزمات في الرحلات، ولماذا لا يتم السماح لخطوط أخرى بتسيير رحلات بين الرياض وجدة، في ظل أجواء من المنافسة العادلة، كمطلب ضروري، يؤكد عدم وجوده عدد من مسؤولي شركات الطيران التي أنشئت في المملكة في السنوات الأخيرة.

أعتقد أن على هيئة الطيران المدني تكثيف جهودها، من أجل ايجاد حل عملي سريع لهذه الازمة وغيرها، وألا تبدو وكأنها جالسة في «المدرج» تتفرج لا حول لها ولا قوة! أقول ذلك دون أن أنفي أنه قد تكون الهيئة بذلت ما في وسعها ولم توفق، وهنا لا بد من تدخل الجهات العليا في الدولة لإيجاد حلول شاملة لأزمات قطاع الطيران في المملكة.

نقلا عن جريدة الرياض