كيف «حال» مجلسنا الاقتصادي الأعلى؟!

12/12/2013 0
د. عبدالعزيز المقوشي

أنشأت الدولة أيدها الله المجلس الاقتصادي الأعلى قبل عدة سنوات.. ومن حرص والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على إنجاح هذا المشروع الوطني الضخم أن قرر ترؤس اجتماعاته.. ولهذا مفهوم تنظيمي وتنفيذي دلالي كبير فكون ملك المملكة العربية السعودية يرأس مجلسا يرسم اقتصادياتها ويناقش قضاياها الوطنية الاقتصادية يمثل في نظر الجميع دفعة قوية لأعمال هذا المجلس ونجاحا "أكيدا" في كافة مجالات أدائه.

وقد ابتهجنا نحن كمواطنين محبين لوطننا قلقين على مستقبل أجياله غيورين على مصالحه التي تمثل مصالح كافة أبنائه بتأسيس هذا المجلس وأصبحنا ننسج الحكايات ونرسم الآمال على النتائج التي سيحققها تأسيسه.

وبالفعل كان لهذا المجلس ولا يزال دور وطني فاعل في دراسة وتقييم وتفعيل خططنا الاقتصادية.. إلا أننا كمواطنين قد لا نعرف ما يدور في جلساته أو يناقش في لجانه الأمر الذي جعل "البعض" يظن أن المجلس لا يعقد جلساته ولا يمارس مهامه !! وهو دور إعلامي مهمل على الرغم من أنه بالغ الأهمية.

وأذكر انني كتبت مقالا في إحدى الصحف المحلية قبل أكثر من عشر سنوات يتناول إحدى القضايا الاقتصادية الوطنية وبعد فترة من الزمن تلقيت اتصالات من رئيس إحدى لجان المجلس للحوار والمناقشة وقد كانت مناقشة حوارية وطنية الهدف فاعلة النتيجة استمتعت خلالها بمستوى التفكير والطرح والرؤى ووجدت أن تلك المقالة قد نوقشت على مستوى رسمي عال جدا أيضا في الدولة وخاطبت رئاسة مجلس الوزراء خلال تلك الفترة عددا من القطاعات الحكومية ذات الاختصاص بمحاور المقالة للتعرف على الرأي حول ما طرح فيها ومن ثم احيل الملف بأكمله للمجلس الاقتصادي الأعلى وهي خطوة أعتقد انها مميزة وتدل على اهتمام بما يطرحه أبناء الوطن المحبون له كما تشير إلى وجود رغبة صريحة وأكيدة من قبل كافة قطاعات الوطن للاستفادة مما يطرح مهما كان مستوى الطرح عند ضمان حسن النية وعمق التفكير ومواطنة الطرح.

لكن ما يعاب على مجلسنا الاقتصادي الأعلى هو هذا التجاهل للدور الإعلامي وهذا "الغياب" التام عن المسألة الإعلامية مما يؤدي إلى غياب "وطني" يجعل الكثيرين يتساءلون عن المجلس وهل لا يزال موجودا ضمن الخارطة الهيكلية الوطنية!! ومن حقهم التساؤل ما دام المجلس مهمشا لدور الوسيلة الإعلامية المحلية ومبتعدا عن الآلة الإعلامية الوطنية.. وما دام الحديث عن المجلس وأدواره وأعماله فإنني أعتقد أن الفصل بين الناحية الاجتماعية والاقتصادية الوطنية غير صحيح وغير مبرر ذلك أن كل تنمية مجتمعية تشكل بعدا اقتصاديا كما أن كل بعد اقتصادي يشكل تنمية مجتمعية ومن هنا أقترح تعديا اسم ومهام المجلس لتشمل المسألة المجتمعية أيضا بحيث يكون المجلس الاقتصادي الاجتماعي الأعلى كما اتمنى من مسئولي المجلس العمل على بناء جسور تواصل قوية مع الآلة الإعلامية المحلية بشكل خاص.. ودمتم.

نقلا عن جريدة الرياض