هل انتهت حملة التفتيش؟!

11/12/2013 4
د. إبراهيم محمد باداود

في اليوم التالي لانتهاء مهلة تصحيح أوضاع العمالة المخالفة، وجدنا شوارع المدن الكبرى شبه خاوية، في حين كانت تسير حركة السيارات بانسيابية كاملة حتى في أوقات الذروة، وقد تجنب كثير من الوافدين الخروج من منازلهم، وهجر كثير من العمال العديد من مواقع البناء، وأغلقت كثير من المتاجر أبوابها، وظن الناس أن الجميع إما غادر أوبقوا ليُصحِّحوا أوضاعهم.

واليوم وبعد مرور أكثر من شهر على انتهاء الحملة، يلمس الكثير وكأن الأوضاع قد بدأت تعود لما كانت عليه،فمواقع البناء التي توقّفت عادت إليها العمالة من جديد، وبعض المتاجر التي أغلقت أبوابها قامت بفتحها مرة أخرى،كما عادت زحمة الطرق إلى الأوضاع السابقة، الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات بين الناس، فهل انتهت الحملة؟! أم تمكّن هؤلاء من تصحيح أوضاعهم؟! أم أن الحملة هدأت لتعطي فرصة لأولئك الذين عمدوا إلى الاختفاء ليتمكّنوا من الظهور مرة أخرى، وبالتالي يتم تطبيق النظام بحقهم؟!

بالأمس أعلنت الوزارة عن نتائج حملات التفتيش لشهر محرم، والتي تم فيه ضبط 2815 مخالفة لنظام العمل،وذلك من خلال 20,703 زيارة تفتيشية قامت بها فرق التفتيش في شهر محرم 1435هـ، كما أغلقت الوزارة خدمات الحاسب الآلي عن 2,825 منشأة، وقد كان نسب المخالفات 21% تشغيل عمالة الغير، والعمل للحساب الشخصي، و22% توطين وهمي، و6% مخالفات تأنيث محلات نسائية، و51% مخالفات نظام العمل الأخرى.

ما قامت به وزارة العمل من مبادرات وبرامج خلال السنوات الماضية؛ تهدف إلى تصحيح الأوضاع، وزيادة فرص العمل للشباب والشابات؛ يُعد خطوة متميزة وغير مسبوقة في تاريخ سوق العمل السعودي، ومن المهم المضي قدمًا في مواصلة تنفيذ تلك البرامج لتحقيق الأهداف المأمولة، والسعي نحوتوعية الناس وإحاطتهم بكافة الإجراءات التي تتم، وإغلاق الباب أمام حملات التشكيك في تلك الجهود، مع التأكيد أن لا رجعة فيما تم البدء فيه، وأن الهدف هوتصحيح أوضاع سوق العمل، مع حفظ كرامة وتقدير جميع العاملين فيه.

نقلا عن جريدة المدينة