علاقة حرب اكتوبر و حظر النفط بالدولار. (3-3)

23/10/2013 1
سلطان مهنا المهنا

بالنسبة لمصر بعد عدوان 1967م مرورا بحرب الاستنزاف تعرضت الحكومة المصرية الي ضغوط داخلية اثقلتها اقتصاديا وماليا وهي عوامل وضعت الرئيس السادات في موضع صعب جدا من حالة اللاحرب واللاسلم وهو ماعلمت بة الادارة الامريكية من حلفائها بالمنطقة.

الذين اكدوا (حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة) و بشكل واضح وصريح للادارة الامريكية  ان الرئيس السادات لم يعد قادرا على استمرار الوضع كما هو عليه وان خيار الحرب هو الحل الوحيد وان مصر على وشك عبور القناة لقتال الجيش الإسرائيلي للخروج من الازمة التي انهكتها تماما.

الرئيس المصري (انورالسادات) بدورة كان يهدف من عبور القناة إثبات القدرة العسكرية للجيش المصري ووضع الولايات المتحدة أمام الأمر الواقع بالتدخل لوقف الحرب مع أمل رعاية اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل وهو ماتحقق لة بعد نهاية الحرب.

من جهة ثانية كان هناك إجماع عربي معلن ويتكرر في الاعلام العربي والغربي باستمرار منذ بداية السبعينيات الميلادية وهو إيقاف إمدادات النفط عن الغرب وأمريكا في حالة قيام حرب بين مصر وإسرائيل. 

الإدارة الأمريكية من جهتها كانت على علم من عدة مصادر بان السادات لم يعد قادر على استمرار الوضع كما هو علية وان هناك حربا ستقوم وبالتالي توقف امدادات النفط عن الغرب اصبح امرا حتميا خاصة مع استمرار تهديد الدول العربية المنتجة للنفط بان سلاح النفط سيستخدم في حال قيام الحرب بين مصر واسرائيل لكنها فضلت عدم التدخل والتريث لتحقيق أهداف استراتيجية هامة. 

اهمها تفعيل قرار حضر النفط وارتفاع اسعار النفط سيؤدي الي عودة الثقة والطلب على الدولار مرة اخرى بعد ان فقدها بالغاء اتفاقية بريتون وودز اغسطس 1971م, ثانيا اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل ستعطي نوعا من الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط والعالم وبداية انتعاش اقتصادي عالمي جديد, ثالثا سلام مع مصر بالنسبة لإسرائيل الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة يعد حلما يراودها منذ نشاتها. 

دخول مصر الحرب وتحقيق نصر معنوي مكن الرئيس السادات بنهاية المطاف من الدخول في مفاوضات سلام مع اسرائيل التي كانت تبحث عن معاهدة سلام مع مصر منذ تاسيسها عام 1948م وهو تحقق لها عام 1978م بدخول الطرفين في معاهدة سلام مازالت سارية المفعول حتى الان

دول الاوبك بطبيعة الحال ايضا استفادت من الارتفاع الهائل في عائدات النفط والذي انعكس على زيادة الانفاق و التوسع في اقامة البنية التحتية واستفادة الشركات الاجنبية خاصة الاوربية من العقود وبالتالي عودة الانتعاش الاقتصادي.

اذن الولايات المتحدة استفاده و استخدمت سلاح النفط (الحضر) ولم يستخدم ضدها كما يعتقد الكثيرين وذلك من اجل تعزيز مكانة الولايات المتحدة كعملة للاحتياط النقدي العالمي ممثلة في الدولار بعد ان فقدتها بالغاء اتفاقية بريتون وودز في 15 اغسطس 1971م, وبالتالي ضمان استمرار الهيمنة الامريكية علي اقتصاد العالم ومصادرة الطبيعية التي تعد جزء و اداة هامة من ادوات الهيمنة (المصادر الطبيعية كالنفط والغاز) التي تستخدمها الولايات المتحدة تجاة العديد من الدول.

وفي الختام اقول ان اسلوب افتعال احداث واستخدامها كمبرر لتمرير سياسة او عمل عسكري ليست الاولى في تاريخ الولايات المتحدة والامثلة على ذلك كثير منها غرق السفينة "مين" قبالة ساحل كوبا عام 1898م لم تعرف الأسباب بشكل نهائي لكن جميع الدلائل تشير إلى حدوث انفجار داخل السفينة أدى إلى غرقها لكن إدارة الرئيس الأمريكي ويليام مكايلي القت اللوم واعلنت الحرب على اسبانيا لأنها تتناسب ( الحرب) مع مصالح الولايات المتحدة وسياستها التوسعية.

مثال آخر أيضا الهجوم على قاعدة بيرل هاربر بهاواي في بداية الأربعينيات الميلادية عكس الرأي العام تجاه التدخل في حرب أوربا كما يطلق عليها ذلك الوقت بعد أن كان 80% معارضاً قبل الهجوم أصبحت نفس النسبة وفي اليوم الثاني من الهجوم مع الحرب علما أن معلومات مؤكدة تشير إلى معرفة ادارة الرئيس روزفلت المسبق بنية وموعد الهجوم الياباني على بيرل هاربر.

كذلك إطلاق النار على المدمرتين الامريكيتين مادوكس وتورنر جوي في خليج تونكن في يومي 2 و 4 أغسطس 1964م والتي بسببها إصدار الكونجرس الامريكي " قرار خليج تونكن" والذي كان بمثابة الضوء الاخضر لادارة الرئيس جونسون للتدخل بشكل واسع في جنوب شرق آسيا (حرب فيتنام)، في عام 2005م كشفت وكالة الأمن القومي عن وثائق تشير إلى عدم وجود هجوم أو خطر على المدمرتين الأمريكيتين.

واخيرا غزو العراق عام 2003م  بعد 3 ايام من دخول القوات الامريكي الي الاراضي العراقية تم اعادة التعامل بالدولار بدلا من اليورو في مبيعات النفط هذا هو السبب الرئيسي لغزو العراق وليس اسلحة الدمار الشامل كما قيل.

التي استخدمت كمبرر او غطاء عن اللسبب الرئيسي وهو تعرض الامن القومي الامريكي للتهديد بالتخلي عن الدولار في مبيعات النفط على حد قول بوول وولفويز نائب وزير الدفاع الامريكي ذلك الوقت كان علينا ايجاد سبب او مبرر لغزو العراق ووقع الخيار على اسلحة الدمار الشامل.

Loading the player ...