الاستثمار في رأس المال البشري ...اساس تقدم الدول

03/10/2013 3
سهل حجازي

بداية،يُعرف رأس المال البشري ( التعريف: حسب برنامج الامم المتحدة الانمائي ) بأنه كل ما يزيد من إنتاجية العمال والموظفين من خلال المهارات المعرفية والتقنية التي يكتسبونها من خلال العلم والخبرة – ويمثل العنصر البشري من اهم العناصر الاساسية التي تؤدي الى التنمية.

ولكي يتحقق هذا الهدف لابد ان يرتكز على عامل التعليم كركن اساسي في تراكم رأس المال البشري ، وتشير معظم نظريات النمو الاقتصادي إلى ان التقدم التقني يزيد من معدل النمو الاقتصادي – طويل الاجل، ويزداد التقدم التقني سرعة عند ما تكون قوة العمل افضل تعليماً – لذا فأن ذلك يقود الى حقيقة بأن تراكم رأس المال البشري يعد عاملاً اساسياً في التقدم التقني ويعد عنصراً اساسياً من عناصر النمو المستدام للدول.

لقد سبقت ارقام وهذا الصرح المتميز كعادتها دائماً- بالاشارة الى التقارير الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي (دراسة التوظيف الفعال للقوى العاملة على المدى الطويل تحت عنوان "رأس المال البشري") وكان على راس القائمة بدون منازع سويسرا ، ولقد احتلت معظم الدول العربية مراكز متأخرة، باستثناء قطر(احتلت المرتبة الثامنة عشرة) والامارات  والسعودية احتلت المراتب الرابعة والعشرين والمرتبة التاسعة والثلاثين على التوالي واليمن على ذيل القائمة والاخيرة.

لقد اعتمد التقرير على دراسة عناصر اساسية وهي : التعليم ، الصحة ، وتمكين البيئة ،وتوظيف القوى العاملة ذاتها (وتم اعتماد مؤشر لراس المال البشري خلال انعقاد المنتدى لمساعدة الدول على اكتشاف مواطن الخلل والضعف).

ان المتتبع لمعظم الدراسات العالمية الاقتصادية والمالية والتي تصدر عن صندوق النقد الدولي، و/أوالمنتديات والفعاليات الاقتصادية الدولية وغيرها من الفعاليات العالمية العملاقة على إختلافها لاتخضع لمؤشرات سياسية(كم يدعي البعض) وانما احصائية وتحليلية بحتة تُنجز وتوثق لكبرى المؤسسات العالمية ،والتي يجب ان تدق ناقوس الخطر لدينا في العالم العربي تحديداً ، وان نقوم بمحاولة الاستفادة من هذه التقارير والدراسات  والتوصيات الصادرة عن مختلف هذه المنتديات الاقتصادية وبيوت الخبرة العالمية وتسخيرها لخدمة مؤشرات الضعف لدينا – لمعالجتها بكل الوسائل المتاحة لدينا والتي ستساعدنا حتماً على تطوير هذه الامكانات لمواجهة هذه التحديات المستقبلية والتي تزداد قسوة وضراوة مع مرور الزمن.

ان هذه التقارير الاخيرة والصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي والتي تبرز العلاقة الطردية والوثيقة بين الاستثمار في راس المال البشري(حققت دول شمال اوروبا افضل المراكز) وتقدم الدول على مختلف الاصعدة وقدرتها على مواجهة مختلف التحديات الاقتصادية والية معالجتها وقدرتها ايضاً على مساعدة جيرانها اذا اقتضى الامر، قد اظهر جلياً القدرة الخلاقة لمواجهة التحديات بين دول شمال اوروبا – وعلى رأسها المانيا وماكنتها الاقتصادية وبين دول جنوب اوروبا والتي ما فتأت تعاني الى وقتنا هذا .

ان الاستثمار في راس المال البشري هو العنصر الاساسي لنمو مستدام طويل الامد – وهو ابقى من مصادر ثروة توشك على النضوب مع مرور الزمن – فالعقول تحرك الثروات وليس العكس .