مخاطر الأسهم

27/08/2013 9
محمد العلوان

"السعر هو ما تدفعه، والقيمة هي ما تحصل عليه"

"السعر الذي تدفعه للحصول على السهم يحدد عائدك المستقبلي"

وارين بافيت

تحدثنا في مقال سابق عن أهميه فلسفه الخسارة أولاً وأنها حجر الزاويه في نجاح الكثير من المستثمرين المعروفين بتحقييهم ثروات طائلة في سوق الأسهم.في هذا المقال سوف نتحدث عن تطبيقات هذه الفلسفه في أسواق الأسهم.إن من أسباب الخسائر الشائعة في سوق الأسهم هو أن المستثمرين في العموم يجنحون الى التركيز على العوائد بدون أدنى إهتمام بالمخاطر وهل أن هذه المخاطر مسعره أم لا في سعر السهم.

ولو تأملنا، لوجدنا أن كلمة مخاطر الأسهم هي من أكثر الكلمات رواجاً عند كثير من المتاجرين في سوق  الأسهم وعامه الناس ولايخلو كتاب عن الأسهم من الحديث عنها الا أنها تبقى واحده من أكثر الكلمات في أدبيات الأسهم التي أسيء فهمها أو الأهتمام بها وأختلف المهنيون والأكاديميون في تعريفها وقياسها ومازال الصراع قائما هل أن المخاطر هي رقم (بيتا او الأنحراف المعياري) كما يعرفها الأكاديميون أم هي فكره أو مفهوم كما تبنى ذلك بنجامين جراهام.

من وجهة نظري الشخصية، فانا أميل إلى أن المخاطر هي كما دعا بنجامين جراهام "خسارة دائمة في رأس المال" في مقابل التعريف الأكاديمي بأن المخاطر هي التذبذب في أسعار الأسهم. لأنه تبين لنا من حركه أسعار الأسهم أن التذبذبات العادية في الأسهم تختلف عن الإنخفاضات السعرية الدائمة. حيث نجد أن أسعار أسهم شركات كثيره تنخفض لتعاود الإرتفاع مسجله مستويات جديده وفي المقابل هنالك أسهم أنخفضت أسعارها ولم ترتفع لسنوات وهذه المخاطر هي محور حديثنا. تحدث بنجامين جراهام عميد التحليل المالي على أن هناك ثلاث أنواع من المخاطر تؤدي الى خسارة دائمة في رأس المال:

• مخاطر التقييم.

• مخاطر الأرباح (النشاط).

• مخاطر المركز المالي.

سوف نتحدث اليوم عن المحور الأول وسوف نتطرق الى المحاور الاخرى في قراءات قادمه.

تعتبر أسهم شركات النمو من الأسهم المفضله عند كثير من المتعاملين في السوق ويميل المتداولين غالبا الى تسعيرها على مكررات ربحيه عاليه مما يعكس توقعات نمو في الارباح قد يكون مبالغ فيها.وبعبارة اخرى، شراء الأسهم الغاليه قد يحمل في طياته توقعات أرباح لن تتحقق أبداً أو أن احتماليه حدوثها ضعيفه مما يترك المتداول في خيبه أمل وهذا بدوره يؤدي إلى إنخفاض سعر السهم بشكل حاد.

مثال من السوق السعودي: شركة الزامل



مخاطر التقييم كانت بارزه بشكل واضح في فقاعه سوق الأسهم 2006 حيث كانت تتداول كثير من الشركات بمكررات أرباح خياليه وتعكس توقعات من الصعب على الشركات أن تتجاوزها.سهم شركه الزامل هو مثال جيد على أن شركات النمو العالي ليست بالضروره إستثمار مجدي خصوصا عند شراءها بأغلى الأثمان.

كان سهم شركه الزامل في نهايه عام 2005 يتداول على مكرر ربحيه عالي جدا في حدود 46 ضعف على ربح سهم في حدود 1.78  لنحصل عى سعر إغلاق في حدود 81 ريال .هذه التقييمات العاليه تعكس توقعات متفائله بأن معدل النمو في الارباح منذ عام 2001 الى نهايه 2005 بحدود 640% اي مايعادل نمو سنوي مركب في حدود 65% سنويا هو الواقع الجديد للشركه للسنوات القادمه.

ولو حافظ  السهم على نفس وتيره النمو السابق لكان ربح السهم اليوم في حدود 59 ريال وكما نعرف فأن عدد اسهم الشركه هو في حدود 60 مليون سهم اي أن ارباح شركه الزامل سوف تكون في حدود ثلاثه مليار وخمسمائه مليون اليوم ( هذه الارباح اعلى من ارباح شركات مثل الكهرباء،البنك الفرنسي،الرياض،صافولا).اليوم وبعد مرور أكثر من سبع سنوات ،من الواضح أن هذه التوقعات  كأن مبالغ فيها لأننا نجد أن شركات كبيره لاتحقق هذه الارباح،،ولايوجد الا 6 شركات في السوق أرباحها أعلى من ثلاثه مليار وسبعمائه مليون.

بعد مررور أكثر من سبع سنوات نجد أن معدل نمو الارباح من عام 2005 الى الآن(اخر 12 شهر) هو في حدود 120%(معدل نمو سنوي في حدود 12%).من هنا يتضح أن مكرر الربحيه في حدود 46 ضعف كان يعكس توقعات نمو أعلى من 120% المحققه ،،ولذللك انخفض مكرر الربحيه من 45 ضعف عام 2005 الى 12 ضعف  اليوم ،لأن الناس بعد فقاعه السوق أكتشفوا أن معدل نمو سنوي بحدود 65% هو معدل نمو متفائل جدا ومن الصعب الوصول له وبالتالي لايستحق السهم هذا المكرر المرتفع.

الخلاصة ..

لاحظنا مما سبق أن سعر السهم يتحدد بناء على ربحيه السهم ومكرر الربح، فاذا تداول السهم على مكرر ربحيه عالي جدا فأن هذا قد يعرض حامل السهم الى مخاطر التقييم التي بدورها قد تسبب خسارة سعريه. الأسعار الباهضه التي يدفعها حملة الأسهم وخصوصا التقييمات المبالغ فيها هي من دواعي حدوث خسائر حتى لو كانت الشركه تحقق معدلات نمو عالية في الارباح لأنه كما تبين في مثالنا السابق فان مكررات الربحيه المتضخمة غالبا تعكس في طياتها توقعات مبالغه فيها وفي حاله عدم تحققها فأنها تؤدي إلى خسارة دائمة.