اضرب بعصاك الفساد

21/08/2013 21
مازن السديري

الإصلاح الداخلي والتنمية هما أساس الاستقرار، الثلاثة والستون عربيا الذين حرقوا أنفسهم لو كانوا موظفين لما فعلوا ذلك وجاءونا بالربيع العربي فجميعهم كانوا باعة وعمالا، أجورهم تعتمد على دخل يومي يفتقد الادخار.

والتنمية جدلية لا تنتهي ففي البرازيل استطاع حزب العمال البرازيلي تحويل أربعين مليون برازيلي من فقراء إلى طبقة وسطى واليوم نفس هذه الملايين تتظاهر على حزب العمال لتطالبه بمزيد من الإصلاحات والتنمية، شهد عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز نقلة اقتصادية رائعة حيث ارتفع الدخل القومي للفرد بنسبة مركبة تصل إلى 10.6% ويشهد على ذلك ارتفاع القدرات الاستهلاكية للفرد بشكل محسوس فكم تضاعف عدد المتاجر والتي أصبحت ممتلئة بالعملاء ومن لا يصدق فلينظر لنمو مبيعات شركات التجزئة كمؤشر محسوس حيث نمت المبيعات بنسبة 16.6% كنسبة مركبة بين عامي 2008 و 2012 في عز فترة الأزمة المالية وكان النمو الاستهلاكي يتجاوز النمو السكاني والذي يقدر بنسبة 3.3% لنفس الفترة ما يؤكد أن مصدر النمو هو زيادة قدرات الفرد الاستهلاكية لكن لا ننكر من جهة أخرى وجود ملفات اقتصادية أخرى لابد من أن تحسم مثل أزمة السكن حيث 26% من المواطنين يعيشون في مساكن شعبية و 52% من قاطني الرياض لا يملكون مسكناً،

و%35 من سكان المملكة قاطبة هم كذلك، أضيف أيضا لوجود أزمات أخرى تنتظر المملكة مثل أزمة الطاقة والاعتماد على النفط كمصدر أساسي للدخل الحكومي وما يشكله 64% من الناتج المحلي بشكل مباشر وغير مباشر وأخيرا وهو الأهم محاربة الفساد بكل ضراوة فإما النمو والاستقرار وإما الفساد.

الفساد كحالة من أبشع صور الظلم وتبديد الموارد يصنع التعاطف مع تيارات للأسف فاسدة وفي وجه حالة الارتباك في أغلب الدول لوجود نسبة لا يستهان بها في مجتمعاتنا لا تخطئ الإخوان المسلمين والسبب هو نوع من التذمر والهروب من السخط وهنا أفتح قوسا لأقول من تأثر بالمظاهر الدينية للإخوان لا ينسى أيضا بأن الخوارج قتلة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو من كان له من فضل عظيم على الأمة، لقد كان الخوارج أكثر الناس في مظهرهم تدينا وتعسيرا للأحكام بعد أن ملأوا الأمة اغتيالا وخرابا..

ومن هنا يكمن التشابه التاريخي بين الخوارج والإخوان- رحم الله الشيخ القدير عبدالعزيز بن باز والذي حذر من الإخوان-

اليوم الإخوان يشعلون الفتنة في مصر ويشوهون الإسلام بحرق الكنائس.. رضي الله عن عمر بن الخطاب الذي أوصى عماله بغير المسلمين خيرا، وضرب ابن عمرو بن العاص عندما ضرب القبطي المسيحي، ماذا يعرف عن الإسلام من يقرأ كلام الله وسنة رسوله عليه السلام بلسانه وفي عقله كلام البنا وسيد قطب؟!

الإصلاح الداخلي وقمع الفساد أياً كان مصدره والرقي بمستوى تنمية ترقى للمستوى التقني، والنهوض تدريجيا أكثر لأن يصل دخل الفرد لمستويات لا تقل عن دول كثيرة مثل هونج كونج أو سويسرا وتجاوز الأزمات العالقة مثل السكن والصحة وتطوير البنية التحتية للأنظمة ككل لصد المتربصين والتيارات الفاسدة وللأسف الغرب لا يزال يتعامل معنا بازدواجية يطالب بحقوق الإنسان ويتجاهل حقوق الأقليات التي تستبيحها جماعة الإخوان في مصر والقمع الوحشي في سورية وفلسطين.

لا نصير للأمم إلا أبناؤها وقد وضع خادم الحرمين الشريفين حفظه الله قلادة فخر على كل سعودي عندما تصدى للموقف الغربي منذ أيام وأشعر السعوديين بأنهم شعب لدولة تقول (لا) عندما يستوجب الأمر، لذلك أقول لخادم الحرمين حفظه الله اضرب بعصاك الفساد فيضعف عدو الداخل، ويخشانا عدو الخارج..