علاوة مخاطرة السوق وتأثيرها في تقييم الأسهم (2-2)

04/08/2013 8
عبد السلام الدريبي

تحدثت في الجزء الأول من هذا المقال عن تعريف ما هي علاوة المخاطرة وعن تأثيرها على أسواق الأسهم، حيث ذكرت أنه عندما تكون علاوة مخاطرة السوق مرتفعة فهذا يعني أن السوق مقيم بأقل من قيمته العادلة، وبالتالي فإنه مرشح للارتفاع لكي تنخفض علاوة مخاطرة السوق وتعود لمستوها الطبيعي وفي نفس الوقت قد تؤدي إلى تقلبات حادة في أسواق المال. وذكرت أن ارتفاع علاوة المخاطرة أدى إلى الارتفاعات التي رأينها في سوق الاسهم الامريكي،. في هذا المقال سأتحدث عن علاوة المخاطرة ضمن نطاق السوق الأمريكي، ومن ثم سأتحدث عنها ضمن نطاق السوق السعودي. 

علاوة المخاطرة ضمن نطاق السوق الأمريكي (S&P500):

قبل ثلاثة اشهر قام محللين ماليين في البنك الإحتياطى الفيدرالي لنيويورك بنشر مقال تحدثا فيه عن مبدأ علاوة مخاطرة السوق، حيث وضحا أن علاوة مخاطرة السوق الأمريكي وصلت في نهاية عام 2012 إلى مستوى عالي جدا لم تصلها في تاريخ الإقتصاد الامريكي إلا في مرتين قبل ذلك: 

1- المرة الأولى كانت عام 1974 عندما انهارات الأسواق المالية نتيجة الهزة الإقتصادية الناتجة عن حظر النفط حيث إنخفض مؤشر السوق الأمريكي إلى 62 نقطة بالتالي ارتفعت علاوة مخاطرة السوق إلى اعلى مستوى (عند مستوى 5.5% تقريبا كما هو ظاهر في الرسم البياني التالي)، نتيجية لوصول علاوة المخاطرة لهذا المستوى العالي إرتفع السوق وخلال سنة واحدة فقط بنسبة 70% ليصل إلى 105 نقاط.

2- المرة الثانية كانت في عام 2009 عندما انهارت الأسواق المالية نتيجة الأزمة المالية العالمية حيث وصل مؤشر السوق الأمريكي إلى 676 نقطة مما نتج عنه ارتفاع علاوة المخاطرة لنفس المستوى الذي وصله في عام 1974 عند 5.5 %، وخلال سنة واحدة فقط إرتفع السوق بنسبة 69% ووصل إلى 1140 نقطة. 

في كلا تلك الحالتين كانت قد وصلت علاوة مخاطرة السوق إلى مستويات عالية جدا (كما هو موضح في الرسم البياني التالي) مما يعني أن السوق كان مقيم بأقل من قيمته العادلة، تبعها ارتفاع قوي في الأسواق بنسبة 70% و69% مما أدى إلى انخفاض علاوة السوق إلى مستويات أقل وأقرب إلى المستويات الطبيعية.

 حاليا ونتيجية لانخفاض معدل الفائدة فإن علاوة مخاطرة السوق وصلت لمستويات عالية في نهاية عام 2012 وبداية 2013 حيث وصلت علاوة مخاطرة إلى مستوى 5.4%. فإذا اعاد التاريخ نفسة فإنه من المفترض أن يرتفع السوق بنسبة 70% مثلما حدث في عام 1974 وعام 2009. وصول علاوة المخاطرة لهذا المستوى المرتفع أدى إلى الارتفاعات المستمرة التي رأيناها وما زلنا نراها في السوق الأمريكي حيث أنه منذ بداية السنة ارتفع السوق الأمريكي بنسبة 20% ليصل إلى أعلى مستوى تاريخي له يوم أمس الجمعة عند مستوى 1709 نقاط.

علاوة المخاطرة ضمن نطاق السوق السعودي:

عند تحليل السوق السعودي والنظر إلى علاوة مخاطرة السوق السعودي نجد أنها كانت في بداية عام 2013 تقف عند مستوى 5.6% (حيث كان عائد السندات في ذلك الوقت 1.9%) وهو مستوى عالي جداً مساوي للمستويات العالية التي وصل إليها السوق الأمريكي في عام 1974 و 2009. ومنذ بداية العام حتى إغلاق يوم الخميس الماضي ارتفع السوق السعودي بنسبة 16% فقط. نتيجة لهذا الإرتفاع انخفض عائد أرباح السوق إلى 7.0%  و ارتفع عائد السندات إلى 2.6% وبالتالي فإن القيمة المطلقة لعلاوة مخاطرة السوق السعودي انخقضت إلى 4.4% وهذا المستوى لا يزال يعتبر مرتفع. وعند النظر إلى علاوة مخاطرة السوق السعودي نسبة لعائد السندات فنجد انه يمثل 166% من قيمة عائد السندات، وهذا المستوى ايضاً لا يزال مستوى نسبي عالي. هذه القيمة المطلقة المرتفعة والقيمة النسبية المرتفعة لعلاوة مخاطرة السوق  السعودي تفتح المجال لمزيد من الإرتفاع في السوق وذلك لأن العائد للإستثمار بالسوق السعودي مرتفع و مجدي أخذا بالاعتبار المخاطرة التي سيتحملها المستثمر نتيجة الإستثمار بالسوق خاصة عند مقارنتها ببدائل الإستثمار الأخرى.

* هذا المقال ليس توصية للشراء أو البيع، وإنما هو تحليل للأسواق المالية، وإن أي تعامل في أي ورقة مالية يتخذه القارئ بناءً على هذا التحليل سواء كان كلياً أو جزئياً هو مسؤوليته الكاملة.