أمطار السحب أم ثمارها ؟ (2)

08/07/2013 11
سعيد بن زقر

من المعلوم أن معيار احتساب الزكاة والدخل يتم حسب الوعاء الزكوي بنسبة 2.5% على رأسمال المُكلف و يشمل الوعاء تفاصيل أخرى في رأس المال لذلك اذا فحصنا تفاصيل الضريبة التي تُحصل من المكلفين قد تتراوح ما بين 15-20%، فإذا افترضنا أن الهدف من تحصيلها هو إعادة توزيع الثروة بين أفراد المجتمع في صورة تعاونية تكافلية فإن ما يجري من استقطاع من أجر العامل وهو نحو 9% من أجره الشهري و11% تدفعها المنشآت لصالحه فإن هذه النسبة تهزم هذا الافتراض ولا تحقق المقاصد الخيرة من الضريبة التأمينية.

وإذا استبعدنا أن المبلغ المستقطع ليس من غاياته تمويل الصرف الحكومي أو أي إنفاق عام آخر فإنه يُرجح أن تستهدف هذه الرسوم الضريبية على العامل والمنشأة إعادة توزيع الثروة بصورة تقلل من العيوب الهيكلية في داخل الاقتصاد أو ليصحح الاقتصاد المحلي مساراته تلقائياً ويصبح أكثر إيجابية.

ولكن انتفاء الصرف الحكومي من أغراض هذه الإيرادات الضريبية يجعل من الضريبة على أجر العامل وكأنها لا محل لها من الإعراب ويؤكد صدق هذا الاستنتاج أن مصلحة الزكاة والدخل تحيل كامل إيراداتها السنوية حسب علمي للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية.

اذن أين الأمطار وأين ثمارها؟ إن الهدف من أي ضريبة ينبغي أن يحقق هدفاً اقتصادياً أو مقاصد عامة مثل تكوين طلب على العملة الوطنية أو لمكافحة التضخم في الاقتصاد أو بهدف تفعيل إجراء وقائي مثل فرض ضريبة بيئية لكبح التلوث أو ضريبة (الكربون) وقد تفرض ضريبة على السرعة الزائدة لتصويب سلوك شاذ في المجتمع.

ولهذا السؤال الذي يطرح نفسه هل الآلية التي يتم بها الحسم من أجر العامل أو يحتسب بها الوعاء الزكوي تحقق مقاصدها ؟ وما يمكن استنتاجه يصلح أن يكون إجابة لهذا السؤال ولكن إن العامل الذي يدخل فى الوظيفة مبكراً هو «الفقير» لأن ظرفه يدفعه لذلك فإذا كانت الضريبة التي تؤخذ من راتبه لا يستفيد منها بسبب أنه عندما يتقاعد في سن متأخرة تكون حياته عرضة لأمراض شتى وقد تقصّر من أجله حسب الاحصاءات العالمية فهو إذن لا يستفيد، أو يستفيد ولكن لفترة أقصر مقارنة بالعامل الذي ينتمي للفئات الأكثر ثراء فهو يدخل التأمين متأخراً وتؤخذ منه الضريبة بعد إكماله التعليم العالي.

وخلاصة القول .. أود أن أؤكد أن هدفي من طرح هذا الموضوع ليس النقد بقدرما هو تقييم لثمار السُحُب الضريبية وما إذا كانت ستمطر خيراً وبركة وتنبت ثمارًا تفيد مقاصد المصلحة والمستفيدين منها.