الضربة المزدوجة تضع بعض السلع في موقف دفاعي

23/06/2013 0
ساكسو بنك

إضافة إلى الدولار الذي ما انفك يزداد قوة، فقد لُوحظ بعض الضعف في مختلف فئات الأصول هذا الأسبوع، ذلك لأن عمليات البيع الأخيرة للسندات والأسهم والعملات التي شهدتها الأسواق الناشئة قد انتقلت إلى أسواق الدول المتقدمة.

وقعت السلع في فخ هذا الضعف، مع إظهار المؤشرات الرئيسية عوائد سلبية، خصوصا بسبب الضعف المتجدد في المعادن - الثمينة والصناعية.

أثارت الجرعة المزدوجة للحركة الصناعية التي بدت أضعف مما كان متوقعا إلى جانب ارتفاع معدلات الفائدة قصيرة الأجل في الصين –وكذلك تحدث مجلس الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة عن نهاية مبكرة للتخفيف الكمي- هذه التصحيحات الكبرى.

كان هذان الموضوعان وسوف يظلان الموضوعان الرئيسيان ونحن نتجه الى ما يمكن أن يصبح فترة من ارتفاع وتيرة التقلبات.

يستعد التجار في جميع أنحاء نصف الكرة الشمالي لايقاف عملياتهم أو تقليل تعرضهم قبيل العطلة الصيفية.

خلال هذا الوقت – الذي يستمر عادة حتى نهاية شهر أغسطس- سوف تُصنَّفُ الأسواقُ بحسب نوع النشاط المنخفض الذي يميل إلى خلق تحركات في السوق أكبر مما هو مبرر.

كانت العودة السلبية لمؤشر سلع دوا جونز يو اس بي بوندز -المتمتع بقاعدة عريضة- للأسبوع الرابع على التوالي مدفوعة بعمليات بيع للمعادن الثمينة متبوعة بعمليات بيع للمعادن الصناعية، مع ظهور قطاع للطاقة أشبه ما يكون ببحر من الهدوء وسط المجزرة المستمرة في مكان آخر.

تمكن قطاع الزراعة من تحقيق بعض المكاسب الصغيرة، ليس أقلها بفضل عوائد إيجابية متأتية من الذرة والقمح.

أداء القطاع على مدى أسبوع (%)

المصدر: بلومبرغ وساكسو بنك

أما على المستوى الفردي، فإن 19 سلعة من أصل 24 قد انخفضت، وبالنظر إلى المعطيات المبينة أعلاه، فإنه ليس من المستغرب أن تكون السلع الخمسة المتجهة إلى الاتجاه النزولي هي من المعادن.

كانت الفضة في صدارة المعادن التي تعرضت أسعارها للهبوط -وبشكل بارز- هنا: فقد هوت بنسبة 10 في المئة لتصل إلى أدنى مستوى بلغته منذ سبتمبر 2010، ليصل بذلك إجمالي خسائرها للعام 2013 إلى الثلث تقريبا. 

ارتفع الدولار بنسبة 1.4 في المئة مقابل سلة من العملات الأجنبية الأخرى، مما يساعد أيضا على شرح حصول بعض الضعف العام في الأسعار.

أداء القطاع على مدى أسبوع (%)

المصدر: بلومبرغ وساكسو بنك

الذهب والفضة يواصلان انزلاقهما في ظل إفساح الدعم المجال

كما كنا قد ذكرنا أعلاه، فقد كانت المعادن الثمينة أحد أكبر الخاسرين، مع بلوغ كل من الذهب والفضة أدنى مستوياتهما منذ سبتمبر 2010.

ويُعزَى هذا الهبوط إلى مزيج من قوة الدولار وارتفاع في العائدات الحقيقية للولايات المتحدة الأمريكية ومخاوف بشأن صحة النظام المالي الصيني.

أصبح التجار الذين يَبْنُون نشاطهم على تقلبات السوق والتوقعات بشأن ارتفاع أو هبوط الأسعار باعة عدوانيين بمجرد أن أفسحت الانخفاضات الأخيرة المجال لذلك، مما أدى إلى تحطم الحاجز التالي للمقاومة الأفقية عند 1300 دولار للأوقية.

يضاف هذا إلى الميول الهشة، بينما يضع التجار الفنيون أعينهم على الهدف الفني ألا وهو 1150 دولار للأوقية.

باعتبار أن الذهب ما انفك ينزلق منذ أكتوبر 2012 -وهذا في حد ذاته يمكن تصنيفه على أنه بمثابة الكناري في مناجم الفحم من حيث كونه علامة تحذير بأن هناك شيئا قد بدأ يتكشف-، فإنه يمكن القول أن معظم عمليات بيع التجار الذين يمتلكون أوراق مالية آجلة في أسواق العقود الآجلة –التي تكون فيها عمليات الشراء أكثر من عمليات البيع- من مخزوناتهم والتي يقوم بها المستثمرون من المؤسسات وعمليات البيع المكثفة من قبل صناديق التحوط قد حدث فعلا مع بلوغنا هذا الوقت.

قد تشهد الأسواق الأخرى -خصوصا أسواق الأسهم والسندات في الاقتصادات المتقدمة- المزيد من التراجع.

قد يحصل الذهب في نهاية المطاف على بعض الدعم على هذا الأساس، ولكن إذا ارتفع الدولار بالتزامن مع ذلك، فإن الأثر الإيجابي قد يكون محدودا.

شهدت الفضة مستويات أدنى من أعلى مستويات الأسعار السنوية وذلك خلال الأسابيع الخمسة عشر الماضية وهي الفترة التي انتقلت القيمة النسبية للفضة فيها مقابل الذهب الى أقل مستوياتها منذ أغسطس 2010.

باتت الفضة تتداول الآن في مستوات مذهلة بلغت 61 في المئة أقل من الذروة السعرية التي بلغتها في العام 2011 عند مستوى 50 دولارا للأونصة؛ وأي انتعاش في هذه المرحلة قد يكون مدفوعا بالذهب، لأن حالة العرض والطلب الحالية لا تمكن من الحصول على الكثير من الدعم.

الذهب

المصدر: بلومبرغ وساكسو بنك

لا تزال التوقعات على المدى القريب هشة مع استعادة الدولار بعض من قوته، بينما تستمر عوائد السندات في الارتفاع دون أي ارتفاع في معدل التضخم في نفس الوقت.

أما التوقعات المتعلقة ببيانات اقتصادية أمريكية متسمة بمزيد من عدم الثبات خلال الربع المقبل من السنة، فإنها قد لا تُمكِّن من الحصول على الدعم لخفض مبكر في مستويات شراء الأصول، ويمكن -في حال تأكيدها- تقديم الدعم إلى الذهب.

ولكن في الوقت الحالي -مع استمرار سلبية تدفقات المنتجات المتداولة في البورصة ومع محتوى صناديق التحوط وإضافة إلى ما يحدث من عمليات البيع المكثفة-، فإن أي ارتفاع على المدى القريب لا يمكن اعتباره إلا مجرد عمليلت تصحيح.

أسواق النفط –بحر من الهدوء- مع استمرار طبيعة انحصار الأسعار في نطاق معين

استمر النفط الخام على جانبي المحيط الأطلسي في التداول ضمن النطاقات السعرية المقررة. 

أُوقفت محاولة صعود نفط غرب تكساس الوسيط لما فوق الحاجز النفسي البالغ 100 دولار للبرميل فجأة من قبل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يوم الأربعاء.

أزال الدولار المرتفع الدعم وأجبر صناديق التحوط وغيرها من المضاربين الرئيسيين على أن يَحُدُّوا من وضعية الشراء المفرط للأوراق المالية التي بلغت يوم 11 يونيو مستوى لم تشهده منذ أن أثارت المخاوف بشأن العقوبات الايرانية في الربيع الماضي موجة صعود في خام غرب تكساس الوسيط أكثر من 105 دولار للبرميل.

ومع استمرار النفط الخام في التدفق بعيدا عن الغرب الاوسط الامريكي السابق المختنق، فإن الفارق بين خام غرب تكساس الوسيط ونفط خام برنت قد تقلص مجددا؛ وبواقع 7.2 دولار للبرميل، بات خصم خام غرب تكساس الوسيط في مقابل برنت الآن في أدنى مستوى له منذ أوائل عام 2011.

ومع تداول السوقين في نطاق سعري محدد، فإن هذا الفارق قد حصل على قدر كبيرا من الاهتمام من التجار،مما يفسر إلى حد ما ارتفاع شراء الأوراق المالية الخاصة بخام غرب تكساس الوسيط مقارنة بمزيج برنت.

الدوافع الرئيسية في أسواق النفط في الوقت الراهن بصرف النظر عن هبوط الدولار ومن ثم صعوده هي:

في المقام الأول:

- التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط التي رفعت في الأسابيع الأخيرة السعر بواقع بضع دولارات

- الزيادة في الطلب على تكرير النفط عقب موسم صيانة كان أكثر شمولا من المعتاد

- الزيادة المتوقعة في استهلاك الوقود خلال الأشهر المقبلة وخاصة في المملكة العربية السعودية واليابان

في المقام الثاني:

- ضعف نمو الطلب في الصين عقب صدور مجموعة أخرى من البيانات الاقتصادية تشير إلى تباطؤ في الوتيرة. 

- ارتفاع في إنتاج النفط الخام المحلي في الولايات المتحدة، حيث تجاوز الناتج المحلي الواردات البترولية لأول مرة منذ 16 عاما

- زيادة وضعيات المضاربة التي يكون فيها شراء الأوراق المالية أكثرـ والتي قد لا تكون مبررة في هذه المرحلة.

تشير هذه العمليات من الجذب في الاتجاه المعاكس في السوق إلى استمرار التداول ضمن النطاق السعري المعهود على مدى الأسابيع المقبلة مع وجود مخاوف متعلقة بارتفاع مفاجىء في الاتجاه الصعودي.

نفط خام غرب تكساس الوسيط وبرنت

المصدر: بلومبرغ وساكسو بنك