في مستقبل دخلنا النفطي

04/03/2013 0
د.صالح السلطان

العنوان واسع وغير دقيق. والقصد عرض مختصر وبسيط لتطورات في مصادر الطاقة غير التقليدية وغير المتجددة وتأثيرها في مستقبل مصدر دخلنا الأول.

نشرت "الاقتصادية" في عدد الخميس الماضي، أن رئيس الوزراء الياباني طلب من الرئيس الأمريكي، خلال لقائهما في واشنطن الأسبوع الماضي، السماح بدخول صادراتها من الغاز إلى اليابان. وطرحت طوكيو أيضا ما يصل إلى تريليون ين (10.9 مليار دولار) في شكل ضمانات ائتمان لتمويل الاستثمارات من خلال الشركات اليابانية المشتركة في مشاريع الغاز الصخري.

تكلفة إنتاج الغاز الصخري عالية جدا، لكن ارتفاع أسعار النفط مقرونة بالتطور التقني جر المستثمرين إلى مشاريع إنتاجه، وسببا طفرة في إنتاج النفط والغاز، خارج "أوبك". قد تتطور الأمور في أسواق الطاقة العالمية إلى نتائج ليست في مركز الاهتمام في وقتنا هذا.

ارتفع إنتاج الغاز الطبيعي وإنتاج النفط بصورة حادة في الولايات المتحدة خلال السنوات العشر الماضية. فنقلاً عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، ارتفع إنتاج الغاز الطبيعي من نحو 1700 تريليون قدم مكعب عام 2001 إلى نحو 2100 تريليون قدم مكعب العام الماضي. وارتفع إنتاج النقط الخام من مصادر غير تقليدية نحو خمسة أضعاف خلال الفترة 2008 و2012، حيث بلغ قرابة مليون برميل يوميا أواخر 2013.

استخراج النفط والغاز من مصادر تقليدية، عبر حفر الآبار، واستخدام الضغط. لكن ارتفاع أسعارهما ارتفاعا حادا خلال العقد الماضي أغرى شركات طاقة باستخراجهما من مصادر أخرىِ (كتكوينات صخرية تحوي نفطا وغازا) عبر وسائل تقنية عالية التكلفة. لكنها أصبحت أكثر جدوى بصورة نسبية.

كيف تؤثر هذه المصادر الجديدة في أسعار وإنتاج النفط والغاز بطرق تقليدية؟ هذا سؤال يهمنا كثيرا.

يعتمد على حركة العرض والطلب. أسعار النفط والغاز حساسة لهما.

محدودية ارتفاع الإنتاج في مصادر الطاقة التقليدية، ونمو ضعيف نسبيا في حجم الطلب ساهما في استقرار الأسعار خلال العامين الماضيين.

أما التوقعات للطلب على المدى المتوسط، فترى «أوبك» أن الطلب سيزيد بمتوسط يقارب مليونا ونصف المليون برميل يوميا، خلال السنوات الثلاث القادمة. ومن ناحية العرض، يتوقع أن أكثر من نصف هذه الزيادة ستلبيها الدول غير الأعضاء في منظمة أوبك مع احتساب إنتاج الولايات المتحدة من إنتاج «الزيت الصخري».

من جهة أخرى، لا تزال عمليات استخراج النفط والغاز من مصادر غير تقليدية، في مرحلة المهد. ومن البعيد أن تقوم مصارف بتمويل مشاريع الغاز الطبيعي المسال، إلا إذا كان لديها يقين أو ما يشبه اليقين بشأن العائدات. وهذا لم يتحقق بعد على المستوى العالمي. ومن ثم، من المستبعد أن يتغير العرض أو الطلب بصورة جوهرية في السنوات القليلة القادمة. وتبعا لذلك، من المستبعد حدوث تغيير جوهري في عرض وأسعار النفط من مصادر تقليدية خلال هذه الفترة.

ونقلا عن جريدة اليوم عدد 2 آذار (مارس)، يرى الأمين العام لمنظمة أوبك عبد الله البدري أن النفط الصخري لا يشكل خطرا على أوبك؛ لأن ارتفاع الطلب سيستوعب الزيادة في الإنتاج. وتكلفة استخراج الزيت الصخري تتراوح بين 40 و80 دولارا. ويرى أن أسعار النفط لن تنخفض عن تلك المستويات؛ نظراً لارتفاع تكلفة استخراج الطاقة غير التقليدية مقابل الطاقة التقليدية.

أما على مدى أبعد، فإن الأمر يحمل قدرا كبيرا من القلق.

على الدول المصدرة أن تتجه نحو سياسات تعمل على تخفيض نسبي في السعر المطلوب في البرميل. وينبغي الاتجاه نحو تحويل النفط من مادة أولية إلى مواد وسيطة انتهاءً بسلع نهاية، لتحقيق قيمة أعلى، وينبغي ترشيد استخدام النفط محليا، وبالله التوفيق.