في ذكرى فبراير 2006

23/02/2013 11
بدر البلوي

لن ينسى التاريخ الكارثه التي حلت بالسوق السعودي في شهر فبراير ٢٠٠٦ ولن ينسى ما فعلت حمى المضاربه ....

بعد مرور سبع سنوات من إنهيار فبراير لا يزال السوق السعودي يعاني من تبعات تلك الازمه ، زما زاد الوضع تفاقماً تلقي السوق لعدة ضربات قوية ومؤلمة خلال الفترة الممتدة من 2006 الى تاريخه ، منها ما هو خارجي كأزمة الرهن العقاري وما خلفته من فوضى وذعر في الأسواق المالية أدت الى هبوط السوق السعودي الى مستويات 4000 نقطة ، إلا أن ما هو أكثر إيلاماً حدوث صفعات داخلية كان بالإمكان تفاديها مثل إدراج قطاع كامل " على طريقة إغراق القطاع – التأمين- " فتم طرح شركات برؤوس أموال متواضعه جدا لا ترتقي لأن تكون شركة تأمينيه تمارس الناشط بأريحيه فكانت النتيجة المحتمه تاَكل رأس مال أكثر من ٥٠٪ من الشركات التي تم إدراجه بل وصل البعض الى مرحلة تاَكل أكثر من ٧٥٪ من رأس المال فكانت النتيجة تبخر أموال المستثمرين ...

لم يتوقف الأمر الى هذا الحد بل إستمر طرح الشركات نجح البعض و البعض أعطى للسوق درساً قاسياً في سوء الإدارة ( المعجل ، زين ، عذيب ..الخ ) وبالطبع كما يعلم جميع من يتعامل بالسوق السعودي إنتهى الأمر أخيراً بالطامه الكبرى " المتكاملة " لن أزيد ولكن من المسؤول؟؟!!

فبدلا من تعميق السوق ومن ثم " إتساع السوق " ليكون للمستثمر عدد من الخيارات والبدائل بقصد التنويع وحماية الإستثمارات المتاحه ، ما حصل فعليا شيء جديد تماما يسمى تدمير السوق و من خلال إدراج شركات غير مؤهلة وغير قادرة على ممارسة النشاط والمنافسة ، أو شركات ذات إدارة سيئة تقود الشركة للإفلاس ... النتيجة في جميع الأحوال حرق أموال المتعاملين .

جميع هذه العوامل مجتمعه أهلكت المتعاملين بل أفقدتهم الثقه على المستويين " هيئة السوق المالية و السوق " وهو وما يبرر عدم تفاعل السوق إيجابا مع المعطيات الإيجابيه خلال الفترة الحالية بل أصبحت حساسية السوق تجاه الأخبار السلبية أعلى منها تجاه تلك الإيجابيه ، فسلوك المتعاملين فقد الثقه تماماً تجاه السوق وإدارة السوق على حد سواء.

فقد الثقه بالسوق أدى الى ضعف النظرة الإستثمارية طويلة المدى مما حفز السلوك المضاربي السريع وهو سلوك مربك للسوق على المدى القصير والمتوسط بالإضافه الى النتائج الوخيمه التي قد يخلفها في حال تكرار هذه المضاربات العنيفه والسريعه في نفس الوقت ( يتضح ذلك بما حل بكل من أسيج ، أمانه ، إسمنت الشمالية في اول يوم تداول .... وفي المستقبل القريب سنشهد المزيد).

أخيرا:
 لقد عانى السوق السعودي خلال الفترة الماضية الأمريين من خلال العوامل التى تم ذكرها  ، تلقى الصفعات من كل الجهات " محليا ودوليا " ، إلا أنه في  يومنا الحاضر بدأت تظهر بوادر إنفراج قد تعيد للسوق جاذبيته ورونقه الذي فقد ، أهمها إستقرار الإقتصاد العالمي وصدور الأوامر الملكية التى وجه بها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه ، أدت الى طمئنة المتعاملين بأن هناك عين عليا تراقب أحداث السوق المالية فتغيير رئيس هيئة السوق المالية وأمين مجلس الإقتصاد الأعلى سيكون لها تأثير مباشر على ثقة المتعاملين بالسوق خلال الفترة القادمة.

ومن المنتظر من معالي رئيس هيئة السوق المالية الجديد القيام بإصلاح الخلل الذي حصل خلال الفترة الماضية ، إبتدأ من وضع حلول جذرية للشركات المتعثرة وشبة المتعثرة والأطروحات الأولية المستقبلية وإعادة تنظيم بعض القوانين التي أضرت بالسوق خلال الفترة الماضية ...إمتداداً إلى فتح السوق السعودي للإستثمار الأجنبي المباشر وإدراجه ضمن المؤشرات العالمية .

أما على مستوى المتعاملين ، في تقديري الشخصي يحتاج المتعامل السعودي في الفترة الحالية الى عدد كبير من القرارات الإيجابية الملموسة على أرض الواقع لتعييد الثقة المفقوده في السوق ومن ثم تحفيز المبالغ الخامله في الودائع البنكية لأخذ مزيد من المخاطر والإستثمار في السوق المالية في ظل المعطيات الإيجابية الحالية .