اللي يسبق يأكل فستق

31/01/2013 9
سعيد بن زقر

العملات الوطنية هي وسيلة التبادل التجاري بين مواطني أي بلد وفق القيمة المحددة في تلك العملة. والريال هو العملة الوطنية للمملكة. وتأتي العملة من مكان و تذهب الى مكان، أو تنتقل من ملكية مواطن إلى آخر يستلمها بدلا عن سلعة أو خدمة. والريال السعودي جزء لا يتجزء من معادلة البيع والشراء اليومية.

وبما أن مصدر العملات الوطنية هي الحكومات فإن هناك دورة اقتصادية إنتاجية يزيد فيها المال المتداول داخل الاقتصاد المحلي. وتتأثر العملية الإنتاجية بأي إجراء يؤثر في هذه الدورة الاقتصادية.

ما هو الناتج حين تسحب الحكومه كميات أكبر و أكبر من العمله الوطنية التي هى مصدرها الوحيد؟  إذا حدث ذلك فإن النتيجة ستكون زيادة تكاليف لا ينتج عنها زياده في الأنتاجيه أي خساره!  ولكي يتم تجنب الخسارة أو تعويضها فإن الحل هو رفع الطاقه الأنتاجيه!

تتم زيادة الإنتاجية بوسائل كثيرة ولكنها أهمها زيادة إنتاجية الموارد البشرية فإذا كانت العمالة تنتج أكبر وأكبر في وقت أقل وأقل فلابد أن كل اقتصاد أو شركة ستسعى لرفع الانتاجية والربحية والحصول على حصة أكبر من السوق. وهذا يتطلب أن تكون الانتاجية لديها تزيد أو تتفوق على من تنافس.

وزيادة الانتاجية تتم بالتقدم في التكنولوجيا وهذه تأتي من عقول نيرة تفكر وتبتكر ولديها خلفية علمية وفرها التعليم والمدارس والجامعات ومن ثقافة المجتمع والعمل. هؤلاء المفكرين يعملون بحرية ويسعون لتحقيق مصالحهم الشخصية وليس هناك تخطيط مركزي يحدد لهم  فيه البيروقراطي عدد المهندسين والأطباء والتجار وعدد العمال الذين يعملون في مجال الاسمنت وحجم الانتاج في المنطقة وحجم ما يصدر من إنتاجها وكم يبقى فيها ، لأن التخطيط المركزي أثبت أنه فاشل لأنه ضد الابتكار ولهذا سقط .

وزيادة الانتاجية ترتبط بالتعليم فلابد من توفير التعليم سواء في المرحلة قبل الجامعية أو بعدها ويجب أن لا يكون هناك تخطيط مركزي لما يدرس. تزيد إنتاجه الفرد المبدع أكثر من إنتاجية الفرد الذي يعمل في اقتصاد التخطيط المركزي. كما ولا تتم زيادة الإنتاجية بتسريح  كل الأجانب من البلد لأن لديك أقتصاد  فيه 50% من أفراده محبوسون في منازلهم و النصف الآخر يضطرون لترك أعمالهم من أجل توصيل أهاليهم وهذا مما يقلص من قوتهم الأنتاجيه !

وحيث أننا نعيش في عصر العولمه و أن اقتصاد المملكة لم يعد اقتصاد محلي لأن المملكة عضو في مجموعة العشرين الاقتصادية ولها ثقل اقتصادي جعلها عضو في منظمة التجارة الدولية  WTO  فإن المطلوب صحوة حقيقة تستدعي تعميم فوائد المثل الشعبي القائل: (أصحو و فوقو يا جماعه الله يرحم والدينكم! )

عصر العولمة والدخول فيه يتطلب هذه الصحوة لأن دخولنا فيه بوعي يجعلنا نعرف ماهي المخاطر وماهي الفرص التي تطرحها العولمة ؟ وأهم شيء في العولمة الاقتصادية أن نضع في الحسبان المنافس فهو منافس لك حتى لو كان أخوك المواطن لأنه تاجر!

عضوية المملكة في منظمة التجارة العالمية تجعل الاستثمار الأجنبي ينافسك في أي سوق وأي مدينة وأن أسواق المملكة ميدان عالمي للتنافس فإذا لم نعد الموارد البشرية ونزيد إنتاجيتها يصعب أن نفرض على المستثمر الأجنبي أو المحلي توظيف عامل يقلل من انتاجية الشركة و من ناحية أخرى رأس المال المحلي والأجنبي جبان  إن أستمرت زيادة التكاليف بدون عائد فإن المنافسون الأجانب سيقضون على الشركات المحلية أو ما بين يوم و ليله نجد ثلث الوظائف أو أكثر تصدر ألى بلدان أخرى.

لأن منطق المنافسة هو البقاء للأصلح ومنطق السوق يقول اللي يسبق يأكل فستق.