الثقوب السوداء في اقتصادنا

31/01/2013 7
عبدالله الجعيثن

 يقول الفلكيون إنّ في الفضاء الكوني الفسيح ثقوباً سوداء هائلة، تبتلع الشهب وبعض النجوم وربما تبتلع مجرات كاملة، ولا يعرف علماء الفلك عن هذه الثقوب الا القليل فسبحان الله العظيم خالق هذا الكون الهائل.

قلتُ وفي اقتصادنا ثقوب سوداء تبتلع الكثير من ثرواتنا ومقدراتنا، وتكاد تنتشر في معظم الدوائر الحكومية والشركات المساهمة والمنازل وسوق العمل، فالأخير يسيطر عليه الوافدون ويحولون سنوياً أكثر من ١٢٠ مليار ريال عبر المصارف وربما ضعف هذا المبلغ بتحويلات سرية ومشتريات وما يحملون أثناء الخروج من نقود.

ومن حق الوافد النظامي أن يكسب ويحمل طالما لم يعمل في التجارة تحت مظلة التستر السوداء، وكان لديه إقامة نظامية، ويتقن عمله، فإن كثيراً من عمال الصيانة (يتعلمون فينا) ويطالبون بأجور مضاعفة للأعمال الممثالة ، كما أن مطالبتهم بتغيير (قطع الغيار) في السيارات وأدوات السباكة وكل الأجهزة المنزلية التي أصابها خلل بسيط، مطالبة سائدة، لا يصلحون الخلل البسيط بل يطلبون قطعة غيار جديدة (وقد يشترونها هم أغلى من سعرها) ويأخذون القديمة ويصلحونها ويبيعونها على مواطن آخر على أنها جديدة .

كذلك فإن الاسراف في استهلاك الطاقة والمياه والطعام أصبح ظاهرة مخيفة هي بحد ذاتها ثقب أسود يبتلع المليارات.

أما الفساد المالي والإداري في كثير من الأجهزة الحكومية والشركات المساهمة فحدث ولا حرج، هذا الفساد ثقب أسود هائل مخيف محاط بالكتمان نرى مظاهره ولا نعرف مداخله ومخارجه ..