الاحتياطي الفدرالي وإستراتجية الخروج

23/01/2013 2
نايف بغلف

منذ بداية الازمة المالية والكل يتابع  مايقوم به الاحتياطي الفدرالي الامريكي من عمليات التيسير الكمي والي منحنى العوائد وبالطبع خفض اسعار الفائدة الى مستويات قريبة من الصفر. تلك العمليات قامت بتضخيم ال(balance sheet) للاحتياطي الفدرالي بشكل كبير من 869 بليون دولار في نهاية 2007 الى ما يقارب الثلاث تريليون دولار وبالطبع تلك الحصيلة مرشحة للازدياد حتى نهاية العام او الى تحقيق الاحتياطي الفدرالي مستوى البطالة المستهدف عند 6.5%.

لكن تلك الأدوات او ادوات السياسة النقدية التوسعية يجب ان تعكس في اوقات النمو (تطبيق ادوات السياسة النقدية الانكماشية) وبالتالي فأن ال(balance sheet) الخاص بالاحتياطي بالفدرالي يجب ان ينخفض وبالطبع القيام بتلك العملية لن يتم إلا بالتخلص من تلك الاصول وتضييق السياسة النقدية وخفض العرض الكلي للنقود في الاقتصاد وذلك لتفادي  تكوين التضخم عند عودة النمو الاقتصادي وذلك ما يطلق علية الاحتياطي الفدرالي (استراتجية الخروج) ولكن كيف سيقوم الاحتياطي الفدرالي بعملية الخروج وما هي نتائجها على الاقتصاد؟

بالطبع هناك استراتجية للخروج معدة من قبل الاحتياطي الفدرالي وذلك للخروج من تلك السياسات النقدية التوسعية  والرجوع بال(balance sheet  ) الى مستويات ما قبل الأزمة وذلك بدون ان يقوم الاحتياطي الفدرالي بإغراق الاسواق بالأوراق المالية والسندات, وذلك اذا حاول الاحتياطي الفدرالي التخلص من تلك السندات والأوراق المالية دفعة واحدة .

تلك الإستراتجية تتضمن رفع اسعار الفائدة من مستوياتها القريبة من الصفر حاليا وذلك لدفع البنوك للاحتفاظ بالفائض من الاحتياطي الإلزامي على شكل ودائع لدى الاحتياطي الفدرالي دون ان تدفع بها  للأسواق . ويمكن ايضا للاحتياطي الفدرالي الاحتفاظ بالأوراق المالية الموجودة لدية  لوقت استحقاقها(بعض تلك السندات ذات استحقاق يمتد الى 30 سنة , على سبيل المثال السندات الناتجة عن عمليات لي منحنى العوائد)  وهو ما قد يمتد لوقت ليس باليسير (رغم ان الإستراتجية معدة للخروج خلال ثلاث الى خمس سنوات ).

ويمكن حل تلك الإشكالية بعملية المبادلة (( swap لسندات ذات استحقاق طويل بسندات ذات استحقاق قصير وذلك بالتعاون مع وزارة الخزانة الامريكية وقد يكون هناك مزاد على تلك السندات قصيرة الأجل من وزارة الخزانة الامريكية حيث يقوم الاحتياطي الفدرالي بشرائها بواسطة ما يملك من السندات طويلة الاستحقاق او ان يقوم الاحتياطي الفدرالي  ببيع تلك السندات مرة اخرى للبنوك والمؤسسات المالية وبالطبع سوف يقوم الاحتياطي الفدرالي بالبيع المتدرج للأوراق المالية المدعومة بالرهون للتخفيف من كمية الفائض من الاحيتاطيات الإلزامية الموجودة لدى البنوك والمؤسسات المالية والعودة الى مستويات ما قبل الأزمة المالية .

ومن جهة اخرى يبقى الريبو والريبو العكسي من اهم الادوات التي يستخدمها الاحتياطي الفدرالي سواءً في سياسات التوسع او الانكماش  وذلك بجانب  تقديم ودائع لأجل ثلاث اشهر او ستة او مدد اطول تمكن الاحتياطي الفدرالي من ابقاء  نسبة كبيرة من  فائض الاحتياطي الإلزامي  بعيدا عن السوق وعمليات الإقراض وبالتالي عدم ارتفاع عرض النقود بشكل كبير في فترة وجيزة والتخفيف من التذبذب في عرض النقود والتضخم .

بفي ان  نعرف انه كلما ازدادت موجودات الاحتياطي الفدرالي كلما كانت عملية عكس السياسات النقدية اصعب وأكثر تأثيرا في الاقتصاد الأمريكي وعملية الخروج تلك ان لم تكن بالشكل الصحيح ودون توليد التضخم الذي يتجاوز نسبة التضخم المستهدفه من الاحتياطي الفدرالي فأن تلك العملية قد تضر بالنمو الاقتصادي الأمريكي .