هل ستتجه المملكة لاستيراد الاسمنت قريباً ؟!

10/01/2013 16
حجاج حسن

تتميز صناعة الاسمنت بالمملكة بطابع خاص دون غيرها، لما تقدمه الحكومة لتلك الصناعة من امتيازات وتسهيلات عديدة ومستمرة كتوفير الوقود الخام من الحجر الجيري وكذلك الوقود المدعوم من شركة ارامكو، مما يعطيها مميزات كبيرة قياساً بالمنتجين الإقليميين.

وشهدت المملكة خلال الفترة الأخيرة حالة نمو غير عادية في الطلب على المنتج، لا سيما مع النمو الكبير في قطاع البناء والتشييد من زاوية،، ومشاريع البنية التحتية التي ترعاها حكومة البلاد من زاوية أخرى، وقد تجاوز حجم الطلب على المنتج خلال عام 2012 إلى 53 مليون طن من 16.9 مليون طن عام 1999 بنمو يتراوح ما بين 10 : 20 % سنوياً.

وكما يتضح من الجدول السابق أن هناك ارتفاع ملحوظ ومستمر في وتيرة الطلب على منتج الاسمنت، ومع دخول عام 2013 فمن المتوقع أن يصل حجم الطلب على المنتج إلى 61 أو 62 مليون طن لا سيما مع استمرار نمو انشطة التشييد والبناء وكذلك استمرار المملكة في التوسع في البنية التحتية والتي تمثل 10 % من إجمالي حجم النفقات الإنشائية.

وهذا النمو المتوقع في الطلب على منتج الاسمنت خلال الفترة القادمة يُثير لنا تساؤلا، وهو أن عرض الاسمنت الحالي والمتوقع يستطيع ان يغطي تلك الزيادة المتوقعة في الطلب على الاسمنت، أم أننا سنرى المملكة تتجه إلى استيراد الاسمنت بعد أن أوقفت تصديره ؟!

ومن البيانات السابقة يتبين خطورة الموقف لا سيما وأن الطاقة الإنتاجية المتوقع الوصول إليها خلال عام 2013 لا تتجاوز الـ 60 مليون طن، بل والأكثر خطورة هو مدى استطاعة أرامكو توفير الكميات المطلوبة من الوقود اللازم لتلك التوسعات ؟؟!

ومن هنا يتضح أن المملكة تتجه خلال السنوات القليلة القادمة نحو حالة من عجز المعروض من الاسمنت، حتى وإن استطاعت الشركات في 2013 تغطية هذا العجز، فلن تستطيع الاستمرار في ذلك، نتيجة النمو المضطرد في التوسعات الانشائية والبنية التحتية من ناحية، وصعوبة إضافة طاقات جديدة من ناحية آخرى.

فهل سنرى أكبر منتج للاسمنت في الخليج  يتجه لاستيراده قريباً ؟!