الميزانية السعودية انعدام ثقة ام عدم المام بالارقام ؟

31/12/2012 3
سلطان مهنا المهنا

فى اليوم التالى للميزانية التاريخية كما اطلق عليها من قبل الاعلام انخفض سوق المال فى المملكة بمعدل 53 نقطة مع تداول 5 مليار ريال تقريبا بانخفاض 113 شركة وكان الميزانية تعنى او اعلنت فى دولة اخرى على الرغم من انة من المتعارف علية ان الاخبار الاقتصادية السارة عادة تعطى تاثير ايجابى على الاقل لفترة محدودة داخل اسواق المال لكن بالنسبة لنا اعلنت الميزانية ولم يتاثر السوق اطلاقا بل على العكس اقفل منخفضا.

على الرغم من ان المملكة فى الوقت الحالى ربما هى الدولة الوحيدة فى العالم التى تعلن عن ميزانية ضخمة وتسجل فائض لم يتحقق لاى دولة اخرى حيث تم تحقيق نسبة 77 % زيادة عن المتوقع 386 مليار ريال فائض اى بنسبة تتجاوز 45% نحن نتحدث عن ارقام هائلة.

ميزانية تعد بكل المقاييس تاريخية, فائض مالى, ناتج محلى يصل الى 2,7 تريليون ريال يقابلة انفاق حكومى ضخم  كل هذا كان يجب ان ينعكس بشكل ايجابى على اداء سوق المال واسعار الاسهم حيث ان السوق هو انعكاس لتوقعات المستثمرين لمستقبل الاقتصاد.

اذن مالسبب الذى يجعل المتعاملين داخل اسواق المال من محافظ استثمارية, بنوك وافراد يحجمون عن الاستثمار فى السوق المالية فى المملكة هل هم غير ملمين بالارقام الضخمة التاريخية المعلنة ومدى انعكاسها على الاقتصاد السعودى ام ان الميزانية بالنسبة لهم مجرد ارقام تعلن لكنها لاتشكل تاثير حقيقى على الاقتصاد الامر فى كلى الحالتين مشكلة.

وهذا يتزامن تماما مع مفهوم المواطن للميزانية خلال السنوات الطويلة الماضية بانها مجرد ارقام تعلن للاستهلاك الاعلامى المحلى و لاتصب فى مصلحة المواطن بقدر ماهى تصب فى مصلحة فئة قليلة تعمل وبكافة السبل النظامية وغير النظامية الاستحواذ على اكبر جزء من الميزانية.

لذلك الشفافية مطلوبة اكثر من اى وقت مضى بشان الميزانية العامة للدولة بان يتم الاستعانة بمكاتب مراجعة حسابية مستقلة فى الداخل والخارج لمتابعة المصروفات وكيفية انفاق الميزانية ونشر عدد واسماء الشركات المستفيدة من تلك العقود وقيمتها للعامة بدون شك هذا اجراء استثناءى لكن نحن ايضا نعيش فترة استثنائية فى المداخيل والوفرة المالية التى قد لاتتوفر مستقبلا.