طالبٌ.. فعاطلٌ.. وأخيراً فقير

27/11/2012 27
عبد الحميد العمري

اكتملتْ تماماً متتالية الفرد في بيئتنا،يبدأ حياته خارج منزله طالباً منذ سن السابعة إلى أن يبلغ سن الثالثة والعشرين إن قُدّر له إكمال تعليمه الجامعي، لينخرط في عالم العاطلين ما شاء الله له أن يبقى في تلك الدوامة، قد يكون من أهل الحظ والفزعة والواسطة فلا يمر عام إلا وقد حظي بوظيفة، وما أضيق تلك الدائرة! وقد تخالفه الأيام فيظلُّ في دوامة البطالة عدة أعوام، إلى أن ينفرجَ له خرْم إبرةٍ من هنا أو هناك بوظيفة، في الغالب سيكون دخلها محصوراً بين 2000 إلى 3000 ريال، وقياساً على سياسات وزارة العمل الأخيرة، فهذه المستويات من الدخل هي التي ستكون الأكثر شيوعاً أمام ذلك الفرد.

في الغالب سيبدأ المرء حياته العملية بين سن الـ28 والـ30 عاماً، هذا إنْ بدأ! وعلى افتراضِ أنّه بدأ بالسقف الأعلى 3000 ريال شهرياً، وبنمو دخله سنوياً بمتوسط %3، فالمتوقع مع بلوغه سن التقاعد أن يصل إلى نحو 7300 ريال،وبعد خدمة 30 عاما سيكون راتبه التقاعدي بحدود 5500 ريال شهرياً. طبعاً إذا أضفْت عاملي الإنفاق الاستهلاكي (%86 منه سيتركّز على الإيجار والسلع الغذائية) وقارنته بعامل التضخم، فإنّك ستجد هذا الفرد مرشحاً بنسبة كبرى للطحن، فهو وأسرته سيواجهون معدلات تضخم متصاعدة نتيجة الغلاء المستمر والزاحف، طبعاً هذا باستبعاد العامل الثالث ممثلاً بالقروض البنكية! وكما يتبيّن أعلاه أن مسألة نجاته منها باتتْ لاتتجاوز نسبة %0.

قد يرى البعض في السيناريو أعلاه نوعاً من المبالغة، والسوداوية! لكن، أليس فصل القول في هذا مرهوناً بالأرقام الرسمية لمتوسط الأجور، ومعدلات كل من التوظيف والبطالة والتضخم؟! لهي أولى بالمعالجة الجادة والكفء بعيداً عن مجرد التفاؤل أو التشاؤم. وللحديث صلة..