أحلام السعوديين بوطنهم

23/09/2012 0
عبد الحميد العمري

حينما يتعلّم كل منا كيف يتنفس حلم وطنه، وحينما «يعمل» صادقاً على تحويل ذلك الحلم إلى واقع، حينها تتحرّك سفينتنا المشتركة نحو المستقبل بأمان وسلام وتقدّمٍ حقيقي ملموس في حياةِ كل فردٍ منا، ونعمل بصدق على تحويله إلى واقع، سننجح في مواجهة واجتياز جميع التحديات الراهنة في أي بقعةٍ من بقاع الوطن الحبيب؛ إذ يمكننا معاً أن ننتزع دون تردد أو تأخير «الفقر» من أي بيت سعودي. وأن نحتضن كل باحثٍ أو باحثةٍ عن فرصة عمل كريمة يستحقها وتستحقه، وتوفيرها له أو لها وحمايتهما من ربق البطالة التي تنحدر بكرامة الإنسان إلى الأرذلين.


ويمكننا أيضاً اجتثاث بذور الفساد من أي قلبٍ ضعف أمام شهوة المال أو المنصب، فلا يقف أحدٌ منا موقف «المتفرّج» أمام أي حالة فسادٍ مهما كانت أبعادها، وليس مقبولاً بعدئذ على الإطلاق أن نسمع من أحدٍ منا عبارة الشؤم «ليس من شأني»، فهذا وطننا جميعاً ومقتضى ذلك أن يضطلع كل فردٍ منا بدوره ومسؤوليته في محاربة ومجاهدة أي حالة فساد يضعه القدر في مواجهتها.


ويمكننا معاً أن نؤدي بصدق ووطنية وحرصٍ كامل مسؤولياتنا والتزاماتنا تجاه وطننا، والمساهمة الجادّة في بنائه تنموياً وحضارياً، كلٌ يؤدي واجبه حسب الموقع الذي ائتمنه الوطن عليه؛ الوزير تجاه حقيبته الوزارية، والمسؤول تجاه مسؤولياته العليا، والموظف تجاه عمله وواجباته الوظيفية، والمعلم تجاه أجيال الحاضر وكبار المستقبل، والعسكري تجاه أمن وطنه ومواطنيه.


ويمكننا معاً أن نحدث التاريخ الإنساني والعالم بأننا شعبٌ عريق الأصول بهويته الإسلامية والعربية الخالصتين، وأن لنا جذوراً حضارية سامية وواقعاً حضارياً لا يقل حاضره شأناً عن ماضيه، وأننا بُناة حضارة لا هادمين لها، وأننا نؤازر الإنسانية في نشر السلام والحضارة والتقدم.

باختصار؛ تلك هي المملكة العربية السعودية، وأؤلئك هم السعوديون والسعوديات، حلمٌ وفعلٌ نتنفسه لحظة بلحظة، وكل عام وبلادي من سؤدد إلى سؤدد.