ضع رأسك بين الرؤوس

26/01/2010 12
حسان بن عبدالله علوش

هناك مثل شعبي شائع في بعض البلاد العربية وسأقوله بلغة عامية: "حط راسك بين الرؤوس وقل يا قاطع الرؤوس" ويعني أن الألم أخف على الفرد في ظل العقاب الجماعي مقارنة بالعقاب الفردي.

المثل ينطبق إلى حدما على حالة تأخر الشركات الإماراتية بالإعلان عن نتائجها المالية السنوية بجميع موديلاتها: الغير مدققة، الأولية، المدققة، الربعية، ولا حتى التوقعات، والسؤال هو لماذا؟

باعتقادي أن الجواب هو المثل المذكور آنفا، فأنا أرى (وأرجو أن أكون مخطئا) أن هذه الشركات تنتظر بعضها البعض وحتى نهاية المهلة المسموح بها لتعلن جميعها ويغطي بعضها على بعض وكأنها اتفقت اتفاقا ضمنيا على ذلك، فعندما تربح الشركات يغطى الأكثر ربحا على الأقل ربحا،  وعندما يخسر بعضها يغطي الأقل خسارة على الأكثر خسارة ويضيع الجميع في زحام الإعلانات المالية، وجميع النتائج بإعلانها سوية سوف تحدث متابعة جماعية وكلاما كثيرا وتحليلا واسعا ومشتتا، وتشتيتتا للانتباه وبالتالي: يخف اللوم والتذمر على الشركات الأضعف أداء وتضيع في جملة النتائج و (العبء على الجماعة خفيف ..).

يبدو لي أن هذا هو هدف التأخير في الإعلان عن النتائج المالية، والذي ألقى بضبابية على السوق، وكان أحد عوامل تراجعه المتتالي، وفتح بابا للشكوك والتكهنات وما إلى ذلك.

وربما أن الإعلان عن النتائج المالية مقرونا بتوصيات توزيع الأرباح على المساهمين من عدمه عامل آخر للتأخر في الإعلان.

بعض محللي الأسواق يقولون أن المعايير المحاسبية الجديدة خصوصا في الشركات العقارية فيما يخص الاعتراف بأرباح المشاريع عند تسليمها كان عاملا في التأخر، كما توقعوا وجود بعض الخلافات بين بعض الشركات خصوصا الكبرى منها مع المدققين الماليين، هذا قد يكون أحد أسباب التأخرلدى الشركات الكبرى خصوصا.

أحب أن أذكر هنا تصريحا حديثا للرئيس التنفيذي للبنك الأهلي التجاري السعودي قال فيه: "إن مراجعة المحافظ الائتمانية والتحوطات في البنوك تتم في الربع الرابع"، فهل احتساب المخصصات والمراجعة تلك سبب لتأخر البنوك الإماراتية في الإعلان عن نتائجها؟ خصوصا أن أزمة دبي العالمية تفجرت مع نهاية نوفمبر 2009 (نهاية الربع الرابع).

سوق دبي خسر منذ الرابع من يناير الجاري وحتى اليوم قرابة 320 نقطة ( - 17 % )، أما سوق أبو ظبي فقد خسر منذ الرابع من يناير الجاري وحتى اليوم قرابة 170 نقطة (- 10 % )، ولا زال الكثيرون يترقبون النتائج التي لم يعلن منها إلا قلة قليلة (ضعيفة التداول) بعد ونحن في الأسبوع الرابع من الربع الأول.