"جحا" يعود من جديد في مصر ... ويقوم بأكبر عملية نصب دولية إلكترونية عبر الفوركس !!

24/12/2009 4
حجاج حسن

نعم إنه "جحا"... عاد من جديد في مصر، لكنه لم يظهر هذه المرة بصورته الكوميدية، ولا الإنسانية، ولا حتى التقليدية، ولكنه عاد تحت قناع النصب والاحتيال ليقوم بأكبر عملية نصب دولية خاصة وأن ضحاياها من مصر وخارج مصر، مؤكدا لهم مرة أخرى بأن الأموال يمكنها أن تنجب.... -أموال طبعا-، وللأسف صدقوه وأعطوه أموالهم وهي تحمل بداخلها كل أحلامهم وأمنياتهم، ولكن هل فعلا أنجبت أموالهم ؟؟

جحا قصة اليوم هو "هيثم عدنان الشامي" والبالغ من العمر واحد وأربعون سنة، ، والذي تخرج من كلية الحقوق، ليتجه بعد ذلك للمتاجرة في الفوركس، واتخذ من شركة "الجيل العربي" في مدينة نصر مقرا له، واستطاع من خلالها خداع ألاف الأشخاص من مصر من خارج مصر كالسعودية والكويت واليمن والإمارات والمغرب وقطر وسوريا وفلسطين وغيرها من الدول العربية، تحت مسمى " الربح عن طريق الفوركس".

ولكن كيف استطاع " الشامي" - الدولي - خداع ضحاياه عبر الفوركس؟؟؟

 أنا لا ادري أهو الجشع والطمع أم أنها الأحلام والطموحات أو قد يكون هو الجهل والتخلف، الذي دفع الناس لتصديق مثل هذا الشخص الذي وعدهم بالمتاجرة في "الفوركس" عبر الإنترنت مقابل أرباح تبدأ من 2.5 % يوميا أو 12.5 أسبوعيا بل و 60 % عن كل شهر، نعم أنه إغراء ما بعده إغراء، وأرباح ما بعدها أرباح !!!

 فهكذا كانت تنجب الأموال مع "هيثم " مثلما أنجبت مع جحا من قبل بل إنه تغلب على جحا الذي وعدهم بأن تنجب الأموال في مدة أطول- تسعة أشهر طبعا- بينما مع هيثم كانت أموالهم تنجب كل يوم...

هكذا فعل الشامي عبر شركته" الجيل العربي" والتي لاقت صدى كبيرا منذ بدايتها في فبراير الماضي، ليقبل عليه ألاف الشباب والمستثمرين من مصر وجميع أنحاء العالم العربي، لتحقيق أحلامهم وأمنياتهم، خلال أشهر معدودة، وأيام قليلة.

 وكانت جميع التعاملات مع الدولي " هيثم الشامي" عبر موقعه بالإنترنت والمنتدى الخاص به فقط – ولا أذكره خوفا على القراء- وكانت جميع تحويلاتهم المالية تحدث بينهم عبر البنوك الإلكترونية دون أي  ضمانات أو مستندات تثبت ذلك، ولكنها الثقة التي وضعها أولئك الضحايا في "الشامي" كانت كالغشاوة التي عمت أبصارهم.

والغريب أن العالمي" هيثم" حقق أرباح فلكية لعملائه وقد تمكنوا فعلا من الحصول عليها في البداية، الأمر الذي دفعهم لثقة أكبر فيه، واستثمار أكبر وأكبر من خلاله، ولكنه فاجأ الجميع يوم الثلاثاء الماضي، بعدما أغلق كل هواتفه واختفى فجأة ولا يدري أحد –حتى أهله المهددون حاليا بالقتل – أين هو الزعيم، لقد ذهب هيثم ومعه ما يقارب 200 مليون جنيه حاملة بداخلها أحلام وطموحات وأمنيات و ......... أصحابها.

وأخيرا، هل كان الشامي هو المذنب الوحيد؟؟ أم أن الجميع ساعده على ذلك عبر ثقتهم الزائدة، بل أقول طمعهم الزائد؟؟