«الدوائية» والدوران حول حلقة مفرغة !

28/10/2009 3
محمد العمران

أعلنت هيئة السوق المالية قبل عدة أيام تقدم الشركة السعودية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية (الدوائية) بطلب الموافقة على زيادة رأسمالها من خلال طرح أسهم حقوق أولوية بقيمة 295 مليون ريال وأنه بعد دراسة الطلب، أصـدرت هيئـة السـوق الماليـة قراراً بالموافقة على طلب الشركة بزيادة رأس المال. في السياق نفسه، أوضح التقرير السنوي للشركة لعام 2008م أن الهدف من زيادة رأس المال هو تمويل مشاريع توسعية تشمل تحديث وإعادة تأهيل وتوسعة مصنع الشركة في القصيم وإنشاء مركز التطوير الصيدلاني والخدمات التقنية وغيره من المشاريع.

من الواضح أن هناك ثغرة بين جميع الإعلانات الرسمية الصادرة من الشركة وبين إعلان هيئة السوق المالية أعلاه، حيث إن جميع الإعلانات الرسمية الصادرة من الشركة تحدثت عن التوصية بزيادة رأس المال بقيمة 800 مليون ريال (ولم تتحدث إطلاقاً عن 295 مليون ريال كما في إعلان الهيئة) على أن تكون 50 في المائة من الزيادة على شكل أسهم حقوق أولوية، و50 في المائة من الزيادة على شكل أسهم منحة. وهذا يؤكد لنا مجدداً أن أسهم حقوق الأولوية المقترحة كانت في الأساس وما زالت بقيمة 400 مليون ريال وليس 295 مليون ريال!

الغريب أنه عندما تمت التوصية في عام 2007م بزيادة رأس المال كانت الشركة قد حددت الغرض من رفع رأس المال بأنه للاستحواذ على كامل أسهم شركة دواءكم التابعة لها بنسبة 100 في المائة (و التي كان من المفترض أن تكون الذراع الاستثمارية لها) ولم تتحدث حينها عن أي مشاريع توسعية ضمن نشاطاتها التشغيلية، بل الأغرب أن شركة دواءكم تأسست في ذلك الوقت برأسمال يبلغ 800 مليون ريال وهو ما يعادل تماماً زيادة رأس المال المقترحة للشركة الأم، وهو تصرف غير مفهوم يدل على التخبط والعشوائية حيث تأكد ذلك لاحقا بتصفيتها من قبل الأشخاص أنفسهم الذين أشرفوا على تأسيسها.

بشكل عام، هناك خلل واضح في آلية الإفصاح عن القيمة الفعلية لزيادة رأس المال وهو ما جعل إعلان هيئة السوق المالية يشكل مفاجأة لكثير من المتابعين في ظل عدم الإفصاح عن تطورات عملية زيادة رأس المال. ولتفسير ما حدث يبدو لي أن الشركة إما أنها لم تعلن عن تعديل في التوصية بزيادة رأس المال أو أنها لم تقم بتعديل التوصية من الأساس وهو ما يعني خطأ جوهريا في إجراءات موافقة هيئة السوق المالية على زيادة رأس المال!

بغض النظر عن هذا الخلل، يلفت نظرنا إصرار الشركة على زيادة رأس المال بأي شكل من الأشكال وإن اختلفت الأغراض، ففي السابق كانت تتحدث عن الحاجة إلى الاستحواذ على شركة دواءكم التي تم تأسيسها قبل التوصية بزيادة رأس المال بنحو أربعة أشهر والآن تتحدث عن الحاجة إلى تنفيذ مشاريع توسعية مهمة!، وهو تصرف غريب لا أملك، حقيقة، تفسيرا له لكن كل ما آمله أن يكون هناك إدراك حقيقي لأهمية القرارات الاستراتيجية التي يجب أن تصب دائماً في مصلحة الشركة ومساهميها بعيدا عن العشوائية والدوران حول حلقة مفرغة وهذا هو المهم.