المرجلة والسلوم في الرد على كوتلر والرخوم !

25/10/2009 2
ثامر العتيك

إن ما ينتجه البلد من عقول وكفاءات لا يضاهى بما يمكن أن ينتجه من موارد طبيعية ومواد خام فالأُولى دينامكية وتُنتج النجاح في مختلف الظروف بينما الأخرى جامدة ووقتية. على الأقل هذه هي الخلطة اليابانية التي مكنتها من تبوء مكانة متقدمة في الاقتصاد والأعمال في حين أنها فقيرة في الموارد الطبيعية. لذا فان الحديث عن القيادات التنفيذية ومحاولة تقييم وإيجاد الأرضية المناسبة لإنتاج هذه الكفاءات هو جزء من الاهتمام بالعقول والكفاءات وهدف كبير يجب على المشتغلين في مجال الأعمال دعمه وتقويمه.

الخصائص التي تتسم بها قطاعاتنا المحلية تلقي بأثرها على نتائج الأعمال في المنشآت الموجودة فيه. لذلك علينا أن نرى بعين نقدية ما يمكن أن يأتينا من الخارج لتقييم أعمال الداخل. فليس هناك معنى لأن تمنح جائزة عالية المستوى للأرباح غير العادية و التي مردها إلى الصفة الاحتكارية أو الشبه احتكارية للشركة صاحبة "النجاح" كالبنوك والاتصالات. أو للميزة النسبية التي تمنحها الدولة كما في قطاع البتروكيماويات، فقد تكون المقارنة مع مثيلات في المنطقة هو لصالح شركاتنا المحلية وهذا ما تعطى الجائزة لأجله، ولكن لو وسعنا ذلك لأن تكون على مستوى الجودة الشاملة للأعمال فقد تختلف النظرة.

ليس هناك اختبار حقيقي لأداء معظم الشركات الكبرى لدينا إلا بشكل محدود ففي البنوك مثلاً المقارنة مع نظير محلي لها دلالات أكبر من لو كانت المقارنة مع نظير إقليمي. وهذا بديهي ولكن قد يغيب علينا هذا المفهوم خصوصاً مع تعبئة الصحافة والأذرع الإعلامية لتلك الشركات للظهور بالمظهر اللائق. إن مؤشرات الربحية المرتفعة نسبيا قد تعمينا عن النظر إلى مؤشرات الكفاءة وحسن استغلال الموارد؛ فهناك مميزات للسوق المحلي تجعلنا نتساءل هل هذا ما استطاع التنفيذيون تحقيقه فقط؟

لا يمكن تعميم ذلك على جميع القطاعات لدينا فهناك بعض القطاعات لها صفات قريبة لمفهوم المنافسة الكاملة. كصناعة الأغذية ، المنظفات وبعض الصناعات الخفيفة، مع ذلك فهي صغيرة نسبيا ولا تمثل الجزء الأكبر سوق الأعمال. ما رأيناه في الصحف من إعلانات تهنئة شركة لرئيس مجلس إدارتها لحصوله على جائزة أقل ما يقال عنها أنها إضافة لرصيده الشخصي وخصوصاً أنها لا تتعلق بأنشطة الشركة المهنئة لا من قريب ولا من بعيد، يجعلنا نتساءل عن الطريقة التي تدار بها شركاتنا الكبرى وعن الرؤية الحقيقية التي يستنير بها التنفيذيون لدينا لتدبير شؤون منشآتهم. وهو ما نتحير معه في فهم الرؤية والرسالة والأهداف لتلك الشركة و إلا فليس هناك أمان استثماري حقيقي إلا ذاك المتعلق بخصائص الزمان والمكان وليس الإدارة والقيادة وحسن التدبير.

ولكن ما أخافه هو أن النجاحات الشكلية قد يكون لها تبعات في رسم ثقافة الأعمال لدينا ويكون الشكل الافتراضي للمدير الناجح مشوهاً. فهل نحتاج في المستقبل إلى أن نعمم ثقافتنا الاجتماعية على عالم الأعمال لدينا. وأن تكون المرجلة والسلوم بديلا عن وصفات فيليب كوتلر في التسويق أو بيتر دركر في الإدارة!