السكر بطعم الملح في العقود الآجلة

06/10/2009 1
خالد أبو شادي

قد تبدو متابعه سوق العقود الآجلة للسلع عند البعض ضربا من تضييع الوقت وعند البعض شيء غير مفهوم وغير واضح تماما، ورغم كون سوق العقود الآجلة لا تتوافق مع شريعتنا الإسلامية – وان كان البعض مؤخرا قد اصدر بعض الأدوات المتوافقة مع الشريعة - خصوصا في عقود الذهب نظرا لأهميتها وأهميه الذهب عند الكثيرين باعتباره مخزن للقيمة وقت الأزمات ، ونحن بالطبع لا نشجع إلا ما هو متوافق مع الشريعة قلبا وقالبا لان الأزمة الراهنة أثبتت بما يدع مجالا للشك أن النموذج الإسلامي هو الأصلح والأنفع لخير البشرية، ونتائج ذلك ماثله في تهافت المؤسسات المالية العالمية في إصدار المنتجات الإسلامية المتعددة والتي تعد اعترافا غير معلن بأهمية هذا النموذج المتفرد.

وان كان الأمر كذلك ولا خلاف عليه ، إلا أن متابعه هذه العقود من منظور تجارى واقتصادي تعد هامه للكثيرين حيث أنها تؤثر في الأسعار بطريقه أو أخرى وربما يبدو مثال السكر خير شاهد على ذلك والذي رأينا ولمسنا ارتفاع أسعاره داخل الأسواق ولمسها الفرد العادي بنفسه. وحقيقة أن السكر فنيا قد وصل لمستويات سعريه تعد قياسيه بالنسبة لعامل الزمن حيث تحرك سعرياً من مناطق 13 دولار إلى 25 دولارا أي بنسبه قاربت 100% في اقل من ستة شهور وهى مستويات سعريه لم نرها منذ عام 1981، وربما يرجع البعض ذلك إلى انخفاض إنتاج الهند وأيضا الأعاصير والظروف المناخية غير الملائمة التي تعيشها أسيا والتي تعد مناطق هامه وحيوية لهذا المنتج.

وحقيقة فان التشارت السعري لعقود السكر الآجلة قد أظهرت ذلك سواء من ناحية التحليل الكلاسيكي أو الأليوتي خصوصا بعد الخروج من الحيز العرضي الممتد زمنيا لمده 30 عاما ، والأمر لا يتوقف على عقود السكر فمن المنتظر أن يتحرك الذرة وفول الصويا سعريا لأعلى وغيرهما من السلع . والتي ستؤثر بالطبع على كثير من المنتجات الحياتية التي لا غنى عنها، وتتداخل عوامل كثيرة في هذه الارتفاعات المرتقبة من دورات اقتصاديه إلى توقع استمرار انخفاض قيمه الدولار الأمريكي والارتفاعات المنتظرة والمرتقبة للذهب كقائد نفسي وأساسي لأسواق السلع مع البترول وبوادر التضخم كنتيجة منطقيه لانهار الدولارات التي صبت داخل الأسواق كخطط تحفيزية، أضف إلى ذلك العوامل المناخية السيئة المتمثلة في التصحر وزيادة الإنبعاثات الحرارية نتيجة للاستخدام المفرط في الوقود البترولي أو الفحمي. والتدمير الجائر لمناطق الغابات التي أخلت بالاتزان البيئي والكل يشاهد ويتابع وكأن المصائب والنتائج ستكون وخيمة لكن لكوكب أخر غير الأرض.

سنتابع عن كثب أسواق السلع في الفترة المقبلة فموجات الغلاء – التي لم ترحل أصلا- وان كانت قد خمدت قليلا إلا أن بوادر عوده قوافلها تلوح في الأفق فلنستعد.والله أعلى واعلم ودمتم بخير