التقرير الأسبوعي حول السلع .. الذهب يقف على مفترق الطرق

28/09/2009 0
ساكسو بنك

الكاتب: ألان بلوغمان رئيس قسم التعاملات المستقبلية في ساكسو بنك

إنه خط دقيق ذلك الذي تستشعره وأنت توازن بين أرقام كبيرة كالألف دولار أمريكي في سوق الذهب. وتحمل مشاعر المتعاملين في السوق عاملين مساهمين رئيسين باعتبارهما المحرك الرئيس والمخاطر، وهما الأسهم والدولار الأمريكي.

لم تهدأ قوة الدفع التصاعدية في سوق الذهب على مدى الأسابيع القليلة الماضية، ولكن يبدو أنها فقدت القليل من الزخم في ظل محاولات الدولار الأمريكي بصعوبة أن يعوض بعضاً من خسائره خلال الأسبوع الماضي. ويبدو المستقبل ضبابياً في الوقت الحالي، إذْ إننا على وشك اختبار الاتجاه الصعودي الأطول مدى الذي يعود إلى شهر أكتوبر من العام الماضي.

إن كسر حاجز 975 دولاراً أمريكياً للأوقية يمكنه أن يمهد الطريق لحدوث تصفيات كبيرة في السوق وربما يستهدف ذلك مستوى 865 دولاراً أمريكياً للأوقية على المدى المتوسط. وعلى الرغم من هذا، فإن كسر حاجز القمة الثلاثية طويلة المدى يرسم صورة تقنية متفائلة تميل بشدة إلى الارتفاع مع مكاسب تصل إلى 25 في المائة على المدى القصير.

والواقع أنني في الوقت الحالي أعتقد أن القارئ سوف يصاب بإحباط شديد عندما يجدني أتمسك بشدة بموقفي المحايد، محتلاً مركزاً يجاور مباشرة مفترق الطرق الذي تنصب عليه الأضواء بالنسبة للذهب. وتشير التدفقات التي وصلت إلى السوق خلال الأسبوعين الماضيين إلى جني الأرباح على المراكز الطويلة، مما قد يدل على أن المتعاملين يفضلون الاحتفاظ برءوس أموالهم النقدية.

غير أن نظرتنا للسوق من زاوية إدارة المخاطر تظهره لنا بشكل معقول للغاية. ففي الوقت الحالي ودون النظر كثيرا إلى الاتجاه، سيكون المؤشر الرئيس الخاص باتجاه السوق هو المخاطر. ومن جميع النواحي، نحن الآن في الوقت الذي نتوقع فيه اتخاذ قرار مهم بشأن الاتجاه، ونتوقع على وجه الخصوص استجابة سعرية متذبذبة. ولو كان هذا حقيقيا، فإنه يمكننا أن نغتنم الفرص التي تتيحها لنا السوق إذْ سيكون هناك مجال كبير للحاق بموجة التحرك السعري.

ويعدّ هذا أيضا شيئاً طيباً بالنسبة للمتعاملين الذين يبحثون عن نسبة أفضل "للمخاطر إلى المكافأة" إذ أنهم لا ينبغي أن يلتزموا بمركز قبل أن يبدأ هذا التحرك. أما الرقم المحوري الذي نترقبه على مدى الأسبوعين المقبلين فهو 975 دولارا أمريكيا للأوقية.

بلغت أسعار النفط الخام مستوى محوريا أيضا. ويمثل سعر 65 دولارا أمريكيا لبرميل النفط الخام وسيط غرب تكساس دعما مهما، وهو يعود إلى شهر مايو من العام الجاري. إن حدوث كسر لحاجز 65 دولارا أمريكيا للبرميل يمهد الطريق في اتجاه مستوى 62.5 دولارا أمريكيا للبرميل و58.75 دولارا أمريكيا للبرميل في الاتجاه الهابط .

في ضوء تحطيم أرقام مخزون النفط الخام الأخيرة لجميع التوقعات الصعودية، وعدم وجود علامات تعافٍ واسعة النطاق، من المحتمل كثيرا أن تتعرض الأسعار لضغط كبير. ونحن لا نتوقع حدوث أية تغيرات أخرى في بيانات إمدادات المخزون على مدى الأسابيع القليلة المقبلة حيث إننا مقبلون على وقت الاستقرار الموسمي للمخزونات.

إننا نقترب من مستويات من شأنها أن تمهد الطريق لحدوث زيادة في التقلبات، بحيث تعود سيناريوهات المخاطر إلى بؤرة التركيز. ومع استقرار سوقي النفط الخام في مواجهة مستويات هامة في السوق، فإننا نفضل اتباع مقاربة قائمة على رد الفعل باعتبارها نظاماً جيداً في السوق.