لكل بداية نهاية: هاوية تجارة الفائدة (الكاري تريد)

28/09/2009 0
ديلي فوركس

واحدة من استراتيجيات المتاجرة في سوق العملات العالمية (الفوركس) والتي تعد الأكثر شعبية في تاريخ التجارة الحديث, وإتخذها الكثيرون على مدار سنوات عديدة كاستراتيجية ناجحة عملوا بحسبها هي متاجرة الحمل (الكاري تريد أو المتاجرة بالفائدة - The Carry Trade). في ظل ظروف السوق الحديث، بدأت هذه الاستراتيجية الشعبية تبدو عرضا خاسرا. ووجد المتاجرون أنفسهم يتساؤلون عما إذا كانت هذه الاستراتيجية ستعود إلى رواجها أم ستظل محرمة على الأجيال القادمة؟ الإجابة تظل مبهمة وتعتمد بشكل كبير على الإقتصاد العالمي وسوق العملات الأجنبية. فلنبدأ في تقييم هذا بالنظر إلى أحوال السوق الحالية.

ما هي الكاري تريد (المتاجرة بالفائدة) وكيف تعمل؟

قبل أن نفهم السبب الذي يجعل المتاجرة بالفائدة لا تعمل, يجب أن نفهم أولا ما هي المتاجرة بالفائدة. الإجابة المختصرة هي أن المتاجرة بالفائدة هي المتاجرة التي يحاول فيها المضارب أو المتاجر بالعملة ألا يكسب من صعود أو هبوط زوج العملات فقط, ولكن من خلال الإختلاف في سعر الفائدة بين العملتين. ومن ثم فإن المتاجرة الفائدة هي أن يقوم المتاجر بشراء العملة بسعر فائدة أعلى بينما يبيعها بأدنى سعر للفائدة. يحاول المضارب أن يتاجر بالإختلاف في سعر الفائدة وأي إرتفاع في ثمن العملة. تجارة الفائدة تهتم دائما بالفائدة الإيجاببية المكتسبة لزوج العملات بدلا من الأرباح من الصفقة نفسها.

مثال لتجارة الفائدة: 1.    المتاجر يشتري دولارات نيوزيلندية (يربح 7%). 2.    وفي ذات الوقت يبيع المتاجر الين الياباني (يدفع 0.25%). 3.    إذا بقي زوج العملات على نفس المعدل على مدار العام فإن المتاجر يكسب 6.75% (الإختلاف في سعر الفائدة).

إذا كانت هذه الصفقة تساوي 100.000، فإن المتاجر قد كسب 6.75% فائدة. وبرافعة مالية بنسبة 1:10,فإن المتاجر يدفع 10.000 ويكسب 6.750 دولار نيوزيلندي.

في الماضي القريب، كان زوج العملات الدولار النيوزيلندي / الين الياباني خير مثال لاستراتيجية المتاجرة بالفائدة. لقد اشترى متاجرو الفوركس هذا الزوج ليس لأجل النمو الإقتصادي في إقتصاد نيوزيلندا, ولكن لأجل فرصة المتاجرة بالفائدة. لقد سارع المتاجرون بالعملات لكسب نسبة الفائدة الأعلى 8% التي كان يقدمها بنك الإحتياطي النيوزيلندي في الوقت الذي كانوا يدفعون 0.5 % مقابل الين الياباني. نسبة الفائدة هذه 7.5% عن الهامش تقود إلى إحتمالية كبيرة للربح والتي تساعد مديرين الأموال على كسب عائد أعلى بالإضافة إلى إرتفاع قيمة العملة نفسها وكمثال الدولار النيوزيلندي مقابل الين الياباني.

سقوط المتاجرة بالفائدة مثلها مثل الإمبراطوريات العظيمة, فإن جميع الأشياء الجيدة تنهار, والمتاجرة بالفائدة ليست إستثناءا. وقد برزت ثلاثة مفاهيم رئيسية لتفكك هذه الاستراتيجية الناجحة. وبهذا القول, يمكن لأحوال السوق أن تتغير مرة أخرى لصالح المتاجرة بالفائدة.

الإبتعاد عن المخاطرة ارتفاع نسبة التذبذب بسوق العملات، والذي يميزه دائما زيادة كبيرة في معدلات التداول اليومية، ينفر المستثمرين من المخاطرة. وبالتالي، يقرر هؤلاء المستثمرون غلق هذه المراكز عالية الخطورة. وحيث أن الفوائد قصيرة الأجل للمتاجرة بالفائدة وكثير من الأسهم تتناقص، فإن المتاجرين يغلقون مراكز المتاجرة بالفائدة. المتاجرة بالفائدة, والذي كانت ذات يوم صفقة رابحة وثابتة، لم تعد آمنة لأن اسلوب المتاجرة بالفائدة ذاته يعمل أفضل في البيئة ذات المخاطرة القليلة. ولذا فإن المتاجرين بالفائدة يحذرون الآن من الخاطرة.

خفض أسعار الفائدة مع ارتفاع نسبة الخطورة بالإقتصاد العالمي والرغبة في انتشار الأسواق الحرة, قررت معظم البنوك المركزية خفض سعر الفائدة. وقد سبب هذا القرار للمتاجرين ولمديري الأموال في إعادة النظر بمراكز المتاجرة بالفائدة طويلة الأجل. فنسبة الفائدة التي كانت 8% سابقا أصبحت أصغر الآن بحوالي 5 – 6%. وبالرغم من إنخفاض سعر فائدة الين الياباني ، والذي كان مفضلا للمتاجرة بالفائدة، من 5% إلى 3 % فأن اختلاف سعر الفائدة أصبح أقل. هذا الإختلاف الآخذ في التضاؤل يصبح قليلا جدا لتعويض الخسائر المتزايدة حيث أن الدولار البيوزيلندي آخذ في الضعف. وقد أدى هذا إلى إعادة تجميع الأصول الكبيرة بحيث يستطيع المتاجرون خفض الخسائر ومحاولة جني أرباح بأنفسهم.

التدخل الحكومي بالرغم من أن التدخل الحكومي في سوق الفوركس أمر نادر الحدوث، إلا أن بعض البنوك المركزية تتدخل عند صعود أو هبوط عملتها أسرع مما كانت تتوقع. ونادرا ما استخدم أو ذكر أن المتاجرة بالفائدة خرجت ككل. غياب التدخل يساعد على شحذ همة الأجيال الجديدة من البائعين كمرشحين يفضلون المتاجرة بالفائدة. شملت القائمة على عملات شائعة للمتاجرة بالفائدة مثل زوج الدولار الأسترالي والنيوزيلندي أو زوج اليورو والجنيه الاسترليني. هل أشار صانعو السياسات بالبنوك المركزية إلى إحتمال تحرك السوق؟ لسوء الحظ، هذا لم يحدث بعد، وليس هناك شيء يوقف الهبوط. إلى أين يمكن أن يؤدي هذا؟

الإبتعاد عن المخاطرة لن يدوم طويلا، ولا هذه الأسواق المتقلبة. فالفوركس مثله مثل أسواق الأسهم يتعافى مع زيادة شهية المستثمرين للعوائد العالية. كانت هناك مواقف مشابهة بدت في السنوات العشر الماضية، وسوف تكرر المتاجرة بالفائدة، إذا هدأت الأسواق المتقلبة. هذه الفرصة سوف تأخذ بعض الوقت لتعود إلى الظهور مرة أخرى، ولكن الكثيرون ينتظروها.

عندما تتحسن الأحوال مرة أخرى، هذا ما سوف نبحث عنه بالمتاجرة بالفائدة.

1.    تذبذب أقل بالسوق المتاجرة بالفائدة تعمل بشكل أفضل عندما تقل درجة تقلب السوق.

2.    إقتصاد صحي لعملة سعر فائدها أعلى. الاقتصادات الصحية ضرورية لعمل المتاجرة بالفائدة وسبب أساسي في فشلها حاليا. تأكد من ترقب تعافي الإقتصاد العالمي بعد هدوء التقلب.

3.    إختلافات سعر الفائدة الكبيرة: مثال جيد نأخذه بعين الإعتبار هو الجنيه الاسترليني، مثلاً، إذا كان سعر فائدته 4.50% وكان الين الياباني 0.50%.

نرجو الملاحظة مرة أخرى أن طريقة المتاجرة بالفائدة غير جائزة في الحسابات الإسلامية ونحن نتناول شرحها في هذا المقال بهدف التعريف عنها للتوضيح فقط وليس لنتاجر بها على حساباتنا الحقيقية لأنها تحمل نوع من الحرام.

المزيد من المقالات حول سوق العملات على ديلي فوركس العربي