عندما ينقلب السحر على الساحر … وعلى البلد ككل !

13/09/2009 2
مركز الجُمان

لا يخفى على أحد الفوضى والفساد وسوء الإدارة المرتبطة بالعديد من الجهات المتصلة بسوق الكويت للأوراق المالية ، ومنها إدارة السوق والشركات المدرجة والمتداولين والوسطاء … إلخ ، وقد تراءى للكثير من الفاسدين استغلال الوضع الفوضوي السائد بالإثراء غير المشروع على حساب الغير ، وهذا ما تم ويتم وسيتم ، لكن ما هي النتيجة ؟ خراب عام ودمار شامل وانهيار ساحق … إلخ ، وقد استفاد الفاسدون والمخربون في بداية الأمر وإلى حدٍ ما ، ولكن الطوفان عارم حيث جرف بعضهم وسيجرف من تبقى منهم ، أي أن السحر انقلب على الساحر كما يقال ، ولا زال الشيطان يزيّن للمارقين أعمالهم حتى يلقوا مصيرهم المحتوم وهو الغرق مع الغارقين. ولا شك بأن الوضع أكثر خطورة مما يعتقده البعض ، فما نعايشه اليوم قد تعدى المثل السابق، كون السحر لم ينقلب على الساحر فحسب ، إنما على الجميع ، وعلى البلد ككل، وعلى الوطن برمته .

نعتقد أن الشيطان يرقص طرباً لما آل إليه سوق المال الكويتي والبلد ككل ، حيث لم يتوقع أن يصل الخراب والدمار إلى ما وصل إليه الواقع الحالي وفي جميع الاتجاهات ، فالكارثة في سوق المال ليست سوى نموذج لما يحدث في كل مكان من بلدنا الجريح ، حيث أفرزت البيئة الفاسدة على مدى عقود طويلة شياطين مخربين منتسبين إلى هذا الوطن المسكين وبأعداد غفيرة لم يتوقعهم الشيطان الأكبر والرجيم ، فكان الخراب سريعاً وشاملاً ومدمراً إلى أن طفح الكيل والمجاري والفجور !

لكن السؤال الذي يطرح نفسه ، متى ينتهي المسلسل التخريبي الطويل؟ كنت التقيت أحد "البارزين" منذ عدة سنوات وتبادلنا الحديث حول عدة مواضيع منها : قلقي الشديد من تدهور أوضاع بلدنا ، فرد عليّ هذا "البارز" بقوله متهكماً : وماذا سيحدث ؟ أجبته : لا أدري ، لكن ستحدث كارثة لأننا نمشي وبإصرار في طريق الهاوية ، ومن البديهي أن يكون السقوط الكارثي نهاية ذلك الطريق !

ها نحن على شفير الهاوية حيث إن مؤشراتها وعلاماتها وأماراتها واضحة ، لكن هل يصحو من بيده أمر إيقاف السقوط ؟ هذا ما نتمناه وننشده وندعو ربنا ليل نهار من أجل أن يرفق بحال هذا الوطن من المصير المحتوم ، كما نطالب جنود إبليس على أرضنا الطيبة والجاثمين على رقابنا بالرفق بالبلد .. بالوطن .. بالكويت .