ما العلاقة بين حركة المؤشر والتداول حسب الجنسية؟ (1 من 2)

06/08/2012 10
د. فهد الحويماني

تقوم شركة ''تداول'' منذ عام 2008 بنشر جدول إحصائي شهري بعنوان ''إحصائية التداول حسب تصنيف الجنسية ونوع المستثمر'' يبين فئات المستثمرين وكميات الأسهم التي قامت كل فئة ببيعها وشرائها خلال الشهر، إلى جانب عدد الصفقات بيعاً وشراء والقيمة الإجمالية لذلك. وفئات المستثمرين هم أفراد سعوديون وشركات سعودية وصناديق استثمار سعودية، وخليجيون وعرب وأجانب. يقال: إن المعلومة في سوق الأسهم تشترى بالذهب، فهل يمكن الاستفادة من هذا التقرير في قرار الدخول في سوق الأسهم والخروج منه؟ أولاً دعونا نتعرف على طبيعة هذا التقرير وما يحتويه من معلومات ومن ثم نقوم بإجراء بعض الطرق الإحصائية على بياناته لنكتشف مدى الفائدة منه.

لا يزال الأفراد السعوديون يسيطرون على أكثر من 90 في المائة من التداولات الشهرية، حيث نجد أن في المتوسط 90 في المائة من عمليات الشراء و93 في المائة من عمليات البيع هي من قبل الأفراد، وهذا يختلف عن الأسواق الكبرى التي يشكل فيها التداول المؤسسي النسبة الكبرى من التداول. أما بقية فئات المتداولين لدينا فنسبة تداولها مقارنة بالأفراد ضعيفة جداً، تتراوح بين 1 في المائة إلى 3 في المائة في المتوسط. أول شيء يلحظه من يطلع على هذا التقرير أن عمليات البيع بالنسبة للأفراد السعوديين دائماً أكبر من عمليات الشراء، عدا فقط في شهرين من مجموع 55 شهراً منذ بدأت ''تداول'' نشر التقرير، وهذا الأمر يحتاج إلى تفسير، فما سبب زيادة البيع عن الشراء؟ هناك سببان، الأول أن إجمالي كميات البيع لأي فئة لا تساوي بالضرورة إجمالي كميات الشراء للفئة نفسها، وذلك لأن الفئات الأخرى تكون قد اشترت أو باعت هذه الفروقات. فقد تجد أن الأفراد السعوديين في أحد الأشهر قاموا ببيع 100 مليون سهم أكثر مما اشتروا، وتجد أن هذه الـ 100 مليون سهم قد تم شراؤها من قبل الفئات الأخرى. السبب الآخر الذي يفسر سبب استمرار كميات البيع بالنسبة للأفراد السعوديين دائماً أعلى من كميات الشراء هو الاكتتابات الأولية، حيث إن الأفراد السعوديون هم الوحيدون المسموح لهم بالاكتتابات وهم غالباً يقومون ببيع أسهمهم حالما تنزل في محافظهم، فتظهر كميات البيع أعلى من الشراء.

أما بالنسبة لتداولات فئة الصناديق الاستثمارية فهي تميل للشراء أكثر من البيع (65 في المائة من التداولات طيلة الـ 55 شهراً الماضية كانت كميات الشراء فيها أكبر من كميات البيع)، والسبب في الغالب هو أن الصناديق الاستثمارية على وجه العموم تستثمر على المدى الطويل ولا تميل للمضاربة مثل الأفراد، فطبيعي أن تكون كميات الشراء أكبر من كميات البيع. أما الفئة الغريبة نوعاً ما فهي فئة الشركات السعودية المستثمرة في السوق، وهي ثاني أكبر فئة تتعامل بالسوق بعد الأفراد، حيث نجد أنه ولأول مرة منذ 55 شهراً قامت الشركات السعودية في تموز (يوليو) 2012 ببيع كميات أكثر من كميات الشراء، بفارق نحو 25 مليون سهم أكثر مما تم شراؤه، على الرغم من أن قيمة الشراء كانت أعلى بكثير من قيمة البيع! وأحد الأسباب أن هذه الشركات تستثمر على المدى الطويل بشكل ربما أطول حتى من الصناديق الاستثمارية التي تضطر أحياناً للبيع تلبية لرغبات المشتركين فيها.