هل خرج الانتعاش الاقتصادى من "غرفه الانعاش"؟؟

03/09/2009 1
خالد أبو شادي

المتابع للتقارير الاقتصاديه خلال الفتره الماضيه سيلاحظ تدفقا فى البيانات التى يقول فحواها ان العالم تجاوز–تقريبا- عنق الزجاجه , واننا ابتعدنا عن "الاسوأ" الذى صار خلفنا بعد ان كان امامنا فى اوائل العام الحالى. وتشير تقارير مدراء المشتريات ومؤشرات طلبات المصانع والقطاع الصناعى ومبيعات المنازل بمؤشراتها المختلفه وغيرها من التقارير الاقتصاديه الى حدوث تحرك ما ومن ثم الخروج من براثن الانكماش.

لكن ببقى فقدان الوظائف والبطاله هى الاشكاليه الكبرى التى تواجه العالم تقريبا خصوصا الاقتصاد الاوروبى والامريكى حيث أشار تقرير مؤشر ADP للوظائف الى فقدان 298 الف وظيفه فى اغسطس –آب 2009- وهى بالطبع اعلى من المتوقع .

"يقوم مؤشر ADP  للوظائف بقياس ومتابعه عدد الوظائف فى القطاع الخاص ,حيث يتابع ماتم فقده او اضافته من وظائف للقطاع الخاص تحديدا فى سوق العماله الامريكى" وحقيقه مشكله الاقتصادات الحاليه هى البطاله ومرادفها المتمثل فى فقدان الوظائف المتزايد والذى يضغط بدوره على روافد متعدده داخل البنيان الاقتصادى لاى دوله ويهدد بل ويقوض اى محاوله انتعاش حقيقيه, لان البطاله تعنى عدم الانفاق او قله الانفاق الشخصى ومن ثم الضغط على اسعار المستهلكين ومن ثم الضغط على الناتج الاجمالى –فى الولايات المتحده يمثل الانفاق الشخصى ماقيمته ثلثى الناتج المحلى الاجمالى- لذا لنا ان نتصور مدى المعاناه التى سيكابدها الاقتصاد الامريكى تحديدا على سبيل المثال للخروج من هذا النفق المظلم ,والذى بدوره يضع علامات استفهام كبيره وكثيره امام قدره هذا الاقتصاد فى الخروج من دائره الركود الاقتصادى وصولا الا نتعاش الحقيقى فى شهور قليله؟؟؟

أضف إلى ذلك إبقاء أسعار الفائدة كما هي في الولايات المتحدة الأمريكية بين الصفر إلى 0.25% دون تغيير فى اشاره واضحه الى انخفاض قيم التضخم وبالتالى شح السيوله وهو الذى حذا بالابقاء على برنامج شراء السندات تماما كما فعلت المملكه المتحده كمحاوله لضخ السيوله التى شل غيابها روافد الكيان الاقتصادى للدوله.

وحقيقه فان معدلات البطاله والتضخم تجعل ما اقره محضر البنك الفيدرالى الامريكى حول قدره الاقتصاد فى التعافى الكامل وعودته الى النمو فى اوائل عام 2010 تجعله مغلفا بشكوك كثيره وكثيفه وربما تكون التصريحات سياسيه اكثر منها اقتصاديه لان الاقتصاديين يتفهمون تماما صعوبه حدوث ذلك فى بلد يمثل ناتجها الاجمالى فى الانفاق الشخصى بنسبه 66% تقريبا وحيث ان العامه سريعى النسيان فلا بأس من اطلاق تلك التصريحات والتطمينات فما يقال اليوم سيذهب غدا ادراج الرياح.

تماما كما انهارت AIG تلك المجموعه التأمينيه الضخمه والتى لا يخلو بلد فى العالم لا تتعامل شركات التأمين بها مع تلك المجموعه ونسى الناس سريعا انهيارها . نراها بين عشيه وضحاها تعاود الحياه وتقول انها سترد الاموال الحكوميه التى حصلت عليها؟كيف ذلك؟ انها البراعه والحنكه الهوليوديه الامريكيه. كذلك جولدمان ساكس وسيتى جروب وغيرهما واسئله لا تنتهى والتى تقودنا فى النهايه الى افراغ الموضوع من محتواه ونجد انفسنا لا نبحث عن انتعاش اقتصادى يخرج من غرفه الانعاش ,بل نجد انفسنا امام مريض غير موجود وبكاء غير مبرر وتلك حقيقه ارجو الا ننساها عند بدايات العام القادم باذن الله.