حافز.. نظرة من خرْم الإبرة!

16/07/2012 17
عبد الحميد العمري

كم هو الفارق كبيرٌ جداً جداً بين نظرة مليك الإنسانية تجاه العاطلين والعاطلات من جهة، ومن جهةٍ أخرى تلك النظرة القاصرة لدى كلٍ من وزارتي العمل والمالية ومعهما صندوق الموارد البشرية! جاءت النظرة الأولى للوالد القائد واسعة ومدركة للمخاطر العظمى الكامنة خلف تفاقم معدلات البطالة، فيما لم يتجاوز قُطْر نظرة فريق (حافز) خرْم الإبرة! الذي أجهد نفسه أيّما إجهاد، وتفنّن أيّما تفنن في تقليم أظافر هذا الحافز! حتى إنّه ليُخيّل إليّ أن أي فكرةٍ قد تُبتكر من أحد العاملين في هذا الفريق؛ تأتي بمقترحٍ جديد ينتفُ من ريش هذا الحافز! فإنها ستحظى بفرحةٍ مجلجلة في المكاتب العليا لذلك الفريق.

إليكم أيها الفريق اللاهث خلف نتف ريش حافز حقيقتين، لعلهما يوسّعان من نظرتكم القاصرة:

1- البطالة التي لدينا ليست كأي بطالة في بقية دول العالم! ففي الوقت الذي نعاني فيه من وجود أكثر من مليوني عاطل (معدل أكبر من %40)، هناك أكثر من سبعة ملايين مقيم يستوطنون سوق العمل المحلية. لذا اتركوا عنكم تراهات تجارب بقية دول العالم!

2- يجب أن تدركوا جيداً (مخاطر) وجود عاطلين عن العمل بمجتمعنا، وتحديداً في هذه المرحلة من العصر! إنّهم الوقود والضحية في الوقت ذاته للفقر، والإرهاب، والجريمة، والرذيلة، والقلاقل السياسية، أتساءل هنا؛ هل فهمتم؟ هل وصلتْ لأدمغتكم الفكرة كاملة؟

وعليه؛ أتمنى أن يتحرّك هذا الفريق عاجلاً وعاجلاً جداً للقيام بما يلي (وأن يجد من يستوعبه منهم، ويفهم أهدافه البعيدة):

1- شمول جميع الفئات العمرية من العاطلين عن العمل بإعانة حافز.

2- امتداد فترة الإعانة للمستحق حتى يجد فرصةً كريمة للعمل، يقبل بها ويرضاها. وليست لمجرد عامٍ واحد فقط.

3- رفع الإعانة لأصحاب المؤهلات العلمية الأعلى بالتدرج.