وقفة مع تصريحات محافظ مؤسسة النقد

02/09/2009 3
محمد النهدي

طالعتنا صحفنا المحلية اليوم بتفاصيل المؤتمر الصحفي الذي عقد في مقر مؤسسة النقد والخاص بالإعلان عن التقرير السنوي لمؤسسة النقد عن العام 2008. وتحدث فيه محافظ مؤسسة النقد الدكتور محمد الجاسر عن أخر التطورات والمستجدات على الساحة الاقتصادية السعودية.

أبرز ما لفت انتباهي في تصريحات الدكتور الجاسر قوله أن عدم الإفصاح عن مدى تعرض البنوك السعودية لمجموعتي الصانع والقصيبي يمثل ملامح القطاع المصرفي السعودي الذي يقوم على السرية المصرفية والمتعارف عليها عالمياً!! مؤكداً أنه لا يوجد خطر حقيقي على الجهاز المصرفي وأن الدولة شكلت لجنة عليا لتتبع مسار الشركتين لاتخاذ الإجراءات المناسبة لمعالجة هذه القضية التي أشغلت الرأي العام السعودي. وأضاف المحافظ أنه ليس هناك تأثير أو خطر على البنوك السعودية من تعثر المجموعتين سوى ما قد يحدث من تراجع الربحية لبعض البنوك ذات العلاقة؟!!

تصريح مسئول كبير في الدولة عن استمرار سرية القطاع المصرفي يضرب محاولات رفع درجات الشفافية والإفصاح التي ينادي بها الصغير قبل الكبير بمقتل، ويفتح الباب للشركات الأخرى من القطاعات المختلفة بعدم الإعلان والإفصاح عن الأحداث المهمة في أنشطتها بدعوى سرية مثل هذه المعلومات، وطبعا المتضرر الأول والأخير المستثمر الذي سيعيش في حيرة من أمره بشأن الوضع المستقبلي للشركات التي يريد الاستثمار بها ويكرس مبدأ المضاربة الذي ضرب أطنابه في السوق منذ سنوات.

تمنيت لو قامت مؤسسة النقد بالإعلان عن أسماء البنوك التي تعرضت للمجموعتين وحجم القروض المقدمة من هذه البنوك كحد أدنى للإفصاح لمساعدة المستثمر على اتخاذ قراراته الاستثمارية بشكل سليم في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الاقتصاد العالمي...

أخيراً، فإن البنوك السعودية أصبحت حالياً تطلب مزيد من الافصاحات عن أوضاع الشركات أو العملاء الراغبين في التمويل وذلك حفظاً لحقوقها، في حين أن ملاك هذه البنوك لا يستطيعون الحصول على أي معلومة تعطيهم الاطمئنان عن وضع استثماراتهم..!!