ليتني كنتُ كورياً يا معالي الوزير!

26/06/2012 10
عبد الحميد العمري

قدّم تقرير استراتيجي صادر عن المعهد الكوري للتنمية؛ بطلبٍ من وزارة الاقتصاد والتخطيط، تحذيراتٍ مهمّة حول واقع الاقتصاد السعودي ومستقبله ونقاط ضعفه وقوته، نُشر التقرير في صحيفة الحياة يوم الإثنين الماضي. هل أتى التقرير «الكوري» بجديدٍ أو بما يخالف رؤى وقراءات مجتمع الاقتصاديين السعوديين؟ على الإطلاق! عدا نقطة الاستثمار الأجنبي التي طالب فيها التقرير بمزيد من التسهيلات والمرونة للأموال من الخارج، التي طالب ويطالب الاقتصاديون هنا بفرملتها وإعادة دراسة أوضاعها الخطيرة، التي أفضتْ إلى ما لم نعد نحمد عقباه، والله يستر إنْ وجدتْ هذه التوصية صدى إيجابيا لدى وزارة الاقتصاد والتخطيط! تقاطعتْ كثيراً نقاط الضعف التي أوضحها التقرير مع ذات النقاط التي أُثيرتْ محلياً، وإن كانت الأخيرة أوسع نطاقاً وأعمق مدعومةً بإحصاءاتٍ رسمية! كان من أهمها نقده للسياسة الانتقائية واصفاً إياها باقتصاد الإيجار، والبيروقراطية، وافتقار القطاع الحكومي للكفاءة، والاعتماد الكبير على عوائد النفط، وسطحية المنافسة الصناعية.. إلخ. طبعاً لم يتطرّق التقرير إلى المخاطر العالية بارتفاع معدلات البطالة، وقضايا الإسكان، والفقر، وزيادة نسب التسرّب المالي للخارج، وتفشّي اقتصاديات الظل، والتستر التجاري وغيرها من التحديات المحلية.الفصل الأخير للكوريين ليس جديداً علينا؛ فهو جزءٌ من روايةٍ طويلة أبطالها من خارج الحدود، وخصوم أولئك الأبطال (زامر الحي الذي لا يُطرب)، ولعلي أذكّر بأطرف قصةٍ منها حدثت في منتدى جدة الاقتصادي 2007م، حينما أسرف خبيرٌ صيني في حديثه أمام أكثر من ألف سعودي وسعودية حول الاقتصاد السعودي، وأنّه يحتل المرتبة الأولى عالمياً بإنتاج الفحم! مختتماً توصياته بضرورة استغلال طاقة الرياح! تمنيتُ يومها أنني صيني ليستمع لي قومي، واليوم أتمنى أنني كوري لا لكي يستمعوا لي مقابل ملايين الريالات؛ بل حتى لا يعتريهم الضيق مني وغيري من أبناء الوطن، يكفينا منهم تنفيذ نصيحة الكوريين (يجب أن يتم إشراك الجميع في تطبيق الخطة وأن يسهموا فيها ويشعروا بأهميتها).