قصة كفاح ... !!

27/05/2012 15
د . جمال شحات

استمتع كثيرا بقراءة صور كفاح رجال الاعمال العصاميين واعتبرها نموذجا ينبغى دراسته والتعلم منه وخاصة للشباب الذين يشتكون من كل عقبة تقف فى طريقهم ولو نظروا لهؤلاء العصاميين لوجدوا ان العقبات التى كانت تقف امامهم اكثر شدة واصعب من تلك العقبات التى تقف امام شبابنا – ومع اقرارى بتلك العقبات – الاان هذه العقبات لم تستطع ان تقف عائقا امام الرعيل الاول بل كانت دافعا اكثر للمضى قدما فى تحقيق اهدافهم والخروج من ظروف صعبة بكل المقاييس ليحققوا امالا عريضة ويفتحوا آفاقا واسعة ويصبحوا من كبار رجال الاعمال ..!!

ودائما اقول انه ينبغى دراسة سير هؤلاء العظماء الذين كانوا مثالا للجد والاجتهاد والكفاح مثل الراجحى والجريسى والعليان والطويرقى والعثيم وغيرهم كثير واهمية ان يطلع شبابنا على قصص كفاحهم ونبل غرضهم حتى وصلوا الى ما وصلوا اليه ..!!

لقد سارت تلك القافلة المباركة تسير على وعى وهدى حتى حققت ما يعتبر مثالا يحتذى وقدوة تتبع وسيرة تستحق الدراسة والتأمل ..!!

ولقد كان من اجمل ما اطلعت عليه قصة الشيخ سليمان الراجحى – حفظه الله - ويحكيها بنفسه ثم بعد ان حقق كل هذا الثراء اذا به يعود فقيرا كما كان فلنستمع اليه ونستمتع بسيرة رجل لم يكل ولم يمل من العمل والكفاح بالرغم من بلوغه عامه الخامس والثمانين ..!!

عاد سليمان الراجحي فقيراً بمحض اختياره بعد أن أكمل عامه الثاني من غير مال ولا عقار ولا أسهم في كل ما يملكه.

سليمان الراجحي الذي استطاع أن يتخلص من المال عبر نافذتين لا يفعلهما الإنسان إلا بعد وفاته، وزع ثروته واستبقى جزءا منها وقفا والتي تعد من أكبر مشاريع الوقف في التاريخ الإسلامي، ورغم أن سليمان الراجحي تقلب بين الفقر والشقاء في بداية حياته ونعيم المال والثروة في وسط حياته إلا أنه فضل أن يعود كما كان سابقا.. فهو لا يزال يحافظ على ما كان يقوم به منذ زمن طويل: يبدأ يومه منذ دخول الفجر حتى صلاة العشاء لينتهي اليوم بنوم مبكر.

سليمان الراجحي نجح في جميع تجارته التي دخل بها: في العمل المصرفي حيث أسس أكبر بنك إسلامي في العالم ليكمل هذا النجاح في تأسيس أضخم مشروع دواجن في الشرق الأوسط، ويحيي تجربة الزراعة العضوية عبر الوطنية الزراعية، منطلقا لنشاط بحري عبر روبيان الليث مع جملة من الاستثمارات الدولية وتملك عدد كبير من المساحات العقارية والأنشطة المختلفة.

الراجحي لا يزال يقف على هذه الأعمال يوميا فيدير الوقف ويوجه ويشرف على جميع الأعمال المتعلقة به متنقلا في مختلف مناطق المملكة إضافة لما يقوم به من لقاءات يومية ونشاطات مختلفة بينما يحمل جدول مواعيد في جيبه يسجل مواعيده التي تمتد للعام القادم في دقة اعتاد عليها منذ بداياته.

عاد سليمان الراجحى فقيرا كما بدأ..واصبح لايملك سوى ملابسه ...فيقول :

نعم أنا لا أملك سوى ملابسي، فالثروة تم توزيعها ما بين وقف مشاريع خيرية والجزء الآخر للأبناء، وهذه الحالة ليست غريبة علي فقد وصلت لمرحلة الصفر مرتين في حياتي فهو شعور أعيشه وأعرفه، سعادة وراحة نفس وطمأنينة، فمرحلة الصفر هذه المرة باختياري وبمحض إرادتي

وهكذا يمر بك الشيخ سليمان الراجحى فى حديثه من تجربة الى تجربة ومن مرحلة الى مرحلة ومن درس مستفاد الى دروس اكثر استفادة ,, تشعر فيها بالسكينة والتوفيق والعزم والاصرار على تحقيق الريادة فى كل مجال يخوضه وكل تجربة يمر بها دون ان يفرط فى مبادئه وعقيدته ..!!

اننى اهيب بشبابنا التعلم من تلك التجارب الثرية والعزيمة القوية لتحقيق ما يحلموا به دون تفريط فى مبدأ او عقيدة ..!!

واوصى الاعلاميين واهل العلم بالقاء مزيد من الضوء على تجارب اخرى ناجحة ومجتمعنا ملىء بها ...!!

ولله در الشاعر عندما قال : شباب قنع لاخير فيهم وبورك فى الشباب الطامحينا .

الله اسأل ان يوفق شبابنا الى الخير والنجاح لانهم وقود النجاح لاى امة والى كل مجتمع..