خففوا الضغط على موظفي المصارف

03/05/2012 12
عبدالله الجعيثن

تُشكر مصارفنا الوطنية على جهودها في السعودة، والشكر موفور لمؤسسة النقد التي تتابع ذلك، وأنشأت المعهد المصرفي، وإن كانت بعض المصارف لا تزال تحتال على ذلك بالتعاقد مع شركات سعودية الاسم أجنبية الموظفين..

الذي نريد قوله إن كثيراً من موظفي المصارف - خاصة مديري الفروع ونوابهم - يواجهون ضغوطاً متواصلة من الإدارة العليا في المصرف والتي تطالبهم بزيادة الودائع كل عام بنسبة لا تقل عن 10٪ ومن لم يفعل ذلك ينظر في أمره وقد يتم نقله لفرع أصغر.

مدير الفرع بدوره يجير الضغط على موظفيه لزيادة ودائع الفرع وأرباحه وتسويق منتجاته (وهو مجبر على ذلك على رأي المثل الشعبي: قال الخشب للمسمار الداخل فيه: وش حدك على تعذيبي؟ فقال: الشاكوش الذي يضرب رأسي)!

كما أن كثيراً من الوسطاء في تداول الأسهم عبر المصارف يواجهون ضغوطاً من عدة جهات: من عملاء مختلفي المزاج والعقل والخلق وخاصة حين ينخفض السوق وتسوء أخلاق بعض العملاء و(يفش) خلقه في (الوسيط) الذي لا ذنب له ولا يستطيع أن يرد إلاّ بكل أدب وأعصابه تحترق (فالزبون دائماً على حق) كما يقول الغرب، ونحن المسلمين لا نعترف بهذه المقولة فالحق ثابت لا يتلون كالحرباء كما يريده الغربيون..

من حق الإدارة العليا لكل مصرف السعي لزيادة الأرباح والودائع وتسويق المنتجات وهم يشكرون على ذلك وهم مهمتهم (تعظيم أرباح المساهمين) و(تعظيم مكافآت الإدارة العليا أيضاً!) لكن هذا لا يتم بالضغط المتواصل على بعض مديري الفروع والوسطاء بزيادة الودائع وجلب المزيد من الزبائن باستمرار فإن هذا قد يجرح الكرامة ويتعب الموظفين، وإنما تتم زيادة الأرباح بتحسين الخدمات وابتكار وسائل جذب ومنتجات جديدة تخدم المصارف والعملاء وليس بالضغط المتواصل على الموظفين وتبديل مديري الفروع والوسطاء أحياناً، فإن هذا التبديل كثيراً ما يأتي بعكس المأمول، إذ إن كثيراً من مديري الفروع ووسطاء التداول قد ألفهم المتعاملون مع المصرف وأحبوهم، وربما انتقل كثير منهم مع المدير أو الوسيط إذا (طفش) من كثرة (الضغط) وانتقل لمصرف آخر..

كما أن المكافآت يجب ان تصرف بالعدل والعقل وليس حسب الهوى والحب كما يحدث في بعض المصارف..