كيان هل هي تصبيرة فعلا؟

25/04/2012 8
محمد النهدي

أولا احب أن أعرج على نقطة أثارها الاستاذ العزيز محمد العمران حيث تحدث في أخر موضوع له عن شركة كيان وتوقعاته بأن الشركة ستحقق افضل النتائج في عام 2014 وما بعده وذلك بعد تشغيل كامل المجمع. وأن تشغيل الشركة لمجمعها على مراحل هو من أجل ترضيت المساهمين الحانقين بسبب تأخر المشروع عن وقته المقدر. أو هكذا فهمت من مقالة.

يجب التوضيح ان تشغيل المجمع بهذه الطريقة في اعتقادي افضل بكثير من الانتظار حتى عام 2013 او 2014 لتشغيل المجمع كاملا. لأن التشغيل والانتاج سوف يساعد الشركة في تحقيق تدفقات نقدية لتغطية تكاليف الوحدات الانتاجية غير المنتهية وايضا وهو الأهم سداد الأقساط المستحقة من القروض وكذلك تكاليف خدمة الدين منخفضة في الوقت الحالي إضافة إلى اكتساب الخبرة في تشغيل المجمع وزيادة الكفاءة التشغيلية مع مرور الزمن.

وكما هو معروف فإن مصانع البتروكيماويات تأخذ وقتا حتى تصل إلى مستويات عالية من الكفاءة التشغيلية (المتقدمة مثلا تحسنت كفاءتها التشغيلية بعد سنتين تقريبا من تشغيل مصنعها وايضا الشركة السعودية للاثيلين والبولي اثيلين التابعة للتصنيع احتاجت لمدة ليست قصيرة والامر نفسه على الصحراء واللجين)، فكلما كان المجمع كبيرا أو التقنية المستخدمة حديثة كلما كان الوصول إلى كفاءة تشغيلية عالية أصعب في وقت قصير.

في تصوري ان العامل المؤثر في نتائج كيان خلال الفترة الحالية هو التوقيت، فتوقيت تشغيل المجمع جاء في وقت سجلت فيه أسعار البتروكيماويات تراجعا وسط ارتفاع في أسعار لقيم البروبان والبيوتان (أسعار اللقيم ارتفعت بنحو 50 % مقارنة بأسعارها في بدية 2010). وهو عكس التوقيت الذي بدأت فيه ينساب نشاطها. بالاضافة إلى أن الشركة لم تصل بعد إلى تشغيل المجمع بطاقة انتاجية عالية (الربع الرابع كان الانتاج بحدود 70 % من طاقة المجمع).

وفقا لتقديراتي الشخصية فإن نسبة البيوتان (التخصيص لكيان وفق نشرة الإصدار 80 ألف برميل يوميا من البيوتان و 40 مليون قدم مكعب من الايثان) من إجمالي اللقيم المستخدم لشركة كيان يشكل تقريبا 82 % مقارنة بـ 50 % مثلا لينساب. وبالتالي فإن ارتفاع أسعار اللقيم له تأثير كبير على نتائج الشركة وهوامشها.

وفقا لنتائج الشركة خلال الربع الأول فيمكن ملاحظة الايجابية في نتائج الشركة من خلال تحقيق الشركة لدخل تشغيلي خلال الربع الأول بحدود 76 مليون ريال مقارنة بخسارة في الربع السابق بلغت 56 مليون ريال. إضافة إلى التحسن الواضح في هوامش الدخل وإن كانت بمعدلات ضعيفة.

يلاحظ من النتائج أن التحسن في الهوامش بالرغم من تراجع المبيعات يعطي مؤشرا أوليا بتحسن الكفاءة التشغيلية للمجمع خلال الربع الأول مقارنة بالربع السابق. ويجب الإشارة إلى أن الشركة تضررت من التوقف المفاجئ للكهرباء في يناير الماضي وهو ما جعل الشركة تقوم بعمل صيانة غير مجدولة لمصنع الاولفينات (الاثيلين والبروبيلين والبنزين) لمدة اسبوعين تقريبا. إضافة إلى توقف مصنع HDPE.

كما يظهر في الجدول أعلاه فإن الكمية المتاحة للبيع من منتجات الشركة تقدر بنحو 2.6 مليون طن سنويا. إلا أن هناك اربع وحدات لم تبدء الانتاج بعد منها وحدتين ستبدأن في العام الجاري وبالتالي فيتبقى وحدتين اخريين لا تشكلان أهمية تذكر على نتائج الشركة نظرا لصغر حجم منتجاتهما.

اختصارا لوضع الشركة فمهما ارتفعت الكفاءة التشغيلية للشركة فإنها لن تصل لنفس مستوى ربحية ينساب في ظل التخصيص المنخفض للشركة من غاز الايثان، وقد ذكرت الشركة في نشرة الاصدار أن ارامكوا تسعى لتوسعة شبكات الايثان والغاز الطبيعي وان هناك احتمال أن يترتب على هذه التوسعة امكانية توفير كمية اضافية من الايثان للمشورع إل حد يتعدى التخصيص المقدم بموجب خطاب تخصيص الغاز وذلك لفترة غير محدودة الأمر الذي قد يؤدي إلى تخفيض تكلفة الإنتاج.

ولتسهيل توقع نتائج الشركة المستقبلية يجب متابعة أسعار المواد الأتية التي يتم نشرها في موقع أرقام وتقدير الهامش بينها وبين سعر النافتا (النافتا ليس لقيم للشركة ولكن يؤخذ كمقياس لسعر اللقيم) فكلما ارتفع الهامش كانت النتائج افضل والعكس.