والآن هل عرفتم معنى «تصبيرة كيان»؟

25/04/2012 36
محمد العمران

قبل عام من الآن، كتبت مقالاً نشرته صحيفة ''الاقتصادية'' بعنوان ''تصبيرة كيان'' تحدثت فيه عن وجود تأخير في إنجاز كامل المجمع الصناعي لشركة كيان السعودية بأكثر من أربعة أعوام، ومن ثم لجوء الشركة إلى تجزئة بدء الإنتاج التجاري لمصانعها تدريجياً وهو أمر لم نعهده من قبل (لا من الشركة الأم سابك ولا من شركة ينساب ولا من الشركات المنافسة) لامتصاص غضب المساهمين. وتحدثت في المقال عن أن مساهمي الشركة سيكتشفون لاحقاً أن الأرباح التي سيتم تحقيقها من هذا المجمع الضخم ستكون أقل كثيراً من توقعاتهم إلى أن يتم التشغيل الكامل للمجمع نهاية عام 2014 على أقل تقدير.

بعد نشر المقال مباشرة، تلقيت وبصفة غير طبيعية، الكثير من الاتصالات، البعض منها يؤكد نظرتي التحليلية والبعض منها ينتقد بموضوعية وباحترام، والبعض منها يسب ويشتم، بل بلغني أن ما نشر في مقالي تم طرحه في اجتماع الجمعية العمومية للشركة من قبل بعض المساهمين، وأن مجلس الإدارة فند ما تضمنه مقالي وقدم للمساهمين صورة إيجابية للأداء بعد التشغيل التجاري، رغم أن المعلومات التي تضمنها المقال هي في واقع الأمر معلومات رسمية منشورة في نشرة الإصدار والتقارير السنوية والإعلانات الرسمية للشركة على موقع تداول!!

احتراما لآراء المنتقدين، لم أرد عليهم لكني سأجعل القوائم المالية للشركة الآن هي التي ترد عليهم بعد مرور نحو عام و نصف على بدء التشغيل التجريبي وبعد نحو ستة أشهر على بدء التشغيل التجاري لمصانع الشركة. فها هي القوائم المالية تشير إلى تحقيق صافي خسائر بقيمة 190 مليون ريال في أول فصل بعد التشغيل التجاري وأيضاً إلى تحقيق صافي خسائر بقيمة 71 مليون ريال في ثاني فصل بعد التشغيل التجاري، بينما بلغت الأصول المستثمرة قيمة 46 مليار ريال، فيما بلغت قيمة القروض نحو 30 مليار ريال تعادل ضعفي حقوق المساهمين تقريباً! فهل هذه هي النتائج التي كان يتوقعها المساهمون؟ وهل أدركوا الآن ماذا كنت أقصد بعبارة ''تصبيرة كيان''؟

في الحقيقة، كنت وما زلت أتوقع أن تحقق الشركة صافي أرباح، ولكن بمستويات متواضعة تتحسن تدريجياً بمرور الوقت إلى أن يكتمل تشغيل المجمع في نهاية عام 2014، لكني لم أتوقع إطلاقاً أن تحقق خسائر تشغيلية في أول فصلين بعد بدء عملية التشغيل التجاري وهو ما يضع أكثر من علامة استفهام! على العموم، أعود وأقول ليس عيباً أن يتأخر تنفيذ أي مشروع عن الموعد المخطط له سلفاً لأن هذا جزء لا يتجزأ من طبيعة المشاريع وليس عيباً أن تنخفض الأرباح المحققة لأي مشروع عن المستوى المتوقع لها، لكن المشكلة تكمن في تغييب الشفافية والوضوح كما يجب أن يراها المساهمون وبشكلها الطبيعي.